الأحد، 15 نوفمبر 2020

متى تتجمل فى الجوهر و المظهر؟

متى تتجمل فى الجوهر و المظهر

21034678_1428021143919634_6881190571704811877_n.jpg

كان صباح يوم من أيام شهر نوفبر مشرق شمسه و درجة الحرارة لا تتجاوز 24 درجة مئوية و كنت عند معسكر الجلاء فى مدينتى الأسماعيلية , فحدثتنى نفسى لما لا تكون تمشية رياضية على كورنيش ترعة الأسماعيلية حتى تصل إلى شارع السلطان حسين , فقلت و لما لا و كانت التمشية و عندما كان على يسارى الكوبرى العلوى المؤدى إلى أبو عطوة هالنى منظر وقعت عليه عينى " أن السياج الحديدى الفاصل بين الممشاى و الترعة منزوع من مكانه و الأعمدة المزينة ببلاط الديكور الفاصلة بين وحدات السياج منزوع البلاط منها أيضاً " فمضيت فى طريقى ثم وجدت نفس الشئ يتكرر فى أماكن أخرى , فراح فكرى يطرح ما رأيت و يناقشنى : -

يقول : - هذا تخريب و تدمير لجمال المدينة .
و انا أقول : - نعم
و يقول : - هناك لصوص معدومى الضمير و التذوق الجمالى سرقوا الحديد و البلاط لمصلحتهم الخاصة و لم يضعوا فى أعتبارهم                    مظهر المدينة الجمالى و الحضارى
و أنا أقول : - نعم
ويقول : - قد يكونوا هؤلاء العربجية المتاجرين فى الخردة و القديم , و قد تكون القصة أكبر من ذلك و تكون فى الصيانة و الترميم و               ميزانياتها و المقاولون و الجوقة المصاحبة التى تقتات على المال العام و يحاولون إيجاد سبب لأنفاق هذا المال
و أنا أقول : - نعم
ويقول : - أين شرطة المسطحات المائية ؟
و أنا أقول : - لا ادرى انها علامة أستفهام كبيرة
و يقول : - أين شرطة الأمن العام
و أنا أقول : - لقد حيرتنى أنه أستفهام أكبر و أكبر

و مضيت فى طريقى فرأيت وردية عمال تقوم برى و الأعتناء بالنباتات المتواجدة على شمال الممشى فقلت و لما أسأل رئيسهم عن ما يدور بخلدى و بالفعل ذهبت إليه : -

انا : - السلام عليكم
هو : - السلام عليكم و رحمة الله
أنا : - هل تعرف هؤلاء الذين ينزعون الأسوار الحديدية و بلاط الديكور ؟
هو : - لا يا أستاذ
أنا : - ربما يكونوا عربجية الخردة ؟
هو: - لا يا أستاذ أنهم لا يجرؤن على فعل كهذا و نحن قريبين من مدرية الأمن , لقد كان تحت هذه البراجولات المنتشرة فى الحدائق            مقاعد خشبية كنا نجلس عليها و يجلس عليها الناس فذات يوم جئنا و وجدنا خشبها مفكك و ملقى به فى الترعة
أنا :- إذاً هم هؤلاء القوم الذين يبحثون عن ميزانية الصيانية
هو: - أبتسم أبتسامة مشرقة جميلة و ألتزم الصمت
أنا : - شكراً لك فقد أجبت على سؤالى و شرحت لى كل جوانب الموضوع

و مضيت فى طريقى تعتصرنى الحسرة و الألم على بلدى و أشخاص فيها و أتسأل متى نتجمل فى الجوهر و المظهر و تكون كل بلادنا جميلة حضارية بما على أرضها و بإنسانها ؟