منذ أواسط القرن
الماضي بدأ الاستعمار الغربي الجلاء عن مستعمراته في البلاد العربية و ما كان
ليترك كل الموارد و الخيرات التي في المستعمرات دفعة واحدة لأنها في حسابات اقتصاده و رفاهية شعوبه و من
هنا كان له دراسات و أسليب لإبقاء المستعمرات المستقلة أسماً لا فعلاً في نطاق
تبعية له بإيجاد آليات لتبعيتها له ومن الثغرات التي ينفذ إليها لاستمرار التبعية
له : -
# مسخ هوية العرب و
العمل على تجهيل الشعوب بدينهم الصحيح و زرع ثقافات بديلة تزعن للدول المستعمرة
بالرقى و التحضر و الحث على الدوران في فلكها .
# إيجاد أنظمة و نخب
من الشعوب موالية للاستعمار ولاء مخلص .
# تسليم اليهود
فلسطين لفصل جسد الأمة العربية إلى مشرق و مغرب و أضعاف التواصل بين أبناء الأمة
الواحدة و خلق عدم استقرار لأفضل عناصر الأمة العربية الكائنين في فلسطين و لبنان
و مصر و سوريا لأنهم أكثر ثقافة و علماً و إدراكا لقيمة تمسك الأمة بهويتها و
دينها .
# اللعب على أوتار
الطائفية و العرقية و تحكم الأقلية في الأغلبية ليسهل إشعال نيران الفتن و تأجيج
الصراعات و تضخيم المشكلات حتى لا تجد حل و تبقى الأمة ضعيفة منهكة يسهل استنزافها
.
# استبدال الاحتلال
العسكري بنشاط مخابراتي و تدخل السفارات الاستعمارية في شئون البلدان العربية و قد
خلص بورجا و هو يدرس حالة الجزائر في تسعينات القرن الماضي أن تدخل أجهزة
الاستخبارات في هياكل الجماعات أشعل
الحروب بين النظام و الجماعات و قال بالحرف الواحد " أعطني أي حزب في الغرب و
سأحوله إلى جماعات مسلحة خلال أسابيع إذا ما استخدمت نفس الطرائق المستخدمة ضد
الحركات الإسلامية في الجزائر "
و كرؤية عربية إسلامية
فإن فلسطين قضية مركزية و هي البلد العربي الوحيد الذي يرزح تحت الاحتلال و تحريره
فرض عين و لكن
هل جسد الأمة المهلهل
المطعون طعنات استعمارية يستطيع أن يتماسك ليهم بتحرير فلسطين ؟
و هل لأمة مريضة
أمراض شتى أن ترشد إنفاقها و ثرواتها للنهوض بالشعوب و العمل على رفاهيتها ؟
بالقطع ستكون الإجابة
لابد من جسد صحيح قوى للأمة متماسك يملك آليات القوة السياسية و الاقتصادية و
العسكرية حتى تكون فعالياتها تجاه القضية المركزية ذات نتائج إيجابية و مسألة شراء
السعودية و الأمارات و قطر أسلحة بمبالغ خيالية مما يعد فرصة لإنقاذ اقتصاديات
المستعمر الذي يتمايل طرباً من الصراعات في المنطقة العربية و يضمن على المدى
القصير تدفق الأموال طلباً للسلاح قد يكون أحد ما رتب له من سيطرة لضمان التبعية و
لكن إذا أستخدم السلاح للقضاء على ما من شأنه أضعاف الأمة العربية كالقضاء على
الطائفية و تحكم الأقلية و تحجيم الصراعات العرقية فإننا سنكون في بلورة مشهد يأذن بتماسك الأمة و
استرداد الهوية و الدين و بداية لحل القضية المركزية ( فلسطين ) و سنرى في الأفق
قوة عربية إسلامية لها أقدام راسخة في المجتمع الدولي يحسب لها حساب و تكون حسب تعبيري
الخاص قد حصلت على الاستقلال الحقيقي بنفض غبار التبعية و تحولها إلى موقع الندية .