السبت، 25 أبريل 2015

السيطرة و التبعية


السيطرة و التبعية
Picture 026.jpgمنذ أواسط القرن الماضي بدأ الاستعمار الغربي الجلاء عن مستعمراته في البلاد العربية و ما كان ليترك كل الموارد و الخيرات التي في المستعمرات دفعة واحدة  لأنها في حسابات اقتصاده و رفاهية شعوبه و من هنا كان له دراسات و أسليب لإبقاء المستعمرات المستقلة أسماً لا فعلاً في نطاق تبعية له بإيجاد آليات لتبعيتها له ومن الثغرات التي ينفذ إليها لاستمرار التبعية له : -
# مسخ هوية العرب و العمل على تجهيل الشعوب بدينهم الصحيح و زرع ثقافات بديلة تزعن للدول المستعمرة بالرقى و التحضر و الحث على الدوران في فلكها .
# إيجاد أنظمة و نخب من الشعوب موالية للاستعمار ولاء مخلص .
# تسليم اليهود فلسطين لفصل جسد الأمة العربية إلى مشرق و مغرب و أضعاف التواصل بين أبناء الأمة الواحدة و خلق عدم استقرار لأفضل عناصر الأمة العربية الكائنين في فلسطين و لبنان و مصر و سوريا لأنهم أكثر ثقافة و علماً و إدراكا لقيمة تمسك الأمة بهويتها و دينها .
# اللعب على أوتار الطائفية و العرقية و تحكم الأقلية في الأغلبية ليسهل إشعال نيران الفتن و تأجيج الصراعات و تضخيم المشكلات حتى لا تجد حل و تبقى الأمة ضعيفة منهكة يسهل استنزافها .
# استبدال الاحتلال العسكري بنشاط مخابراتي و تدخل السفارات الاستعمارية في شئون البلدان العربية و قد خلص بورجا و هو يدرس حالة الجزائر في تسعينات القرن الماضي أن تدخل أجهزة الاستخبارات في هياكل الجماعات  أشعل الحروب بين النظام و الجماعات و قال بالحرف الواحد " أعطني أي حزب في الغرب و سأحوله إلى جماعات مسلحة خلال أسابيع إذا ما استخدمت نفس الطرائق المستخدمة ضد الحركات الإسلامية في الجزائر "  
و كرؤية عربية إسلامية فإن فلسطين قضية مركزية و هي البلد العربي الوحيد الذي يرزح تحت الاحتلال و تحريره فرض عين و لكن
هل جسد الأمة المهلهل المطعون طعنات استعمارية يستطيع أن يتماسك  ليهم بتحرير فلسطين ؟
و هل لأمة مريضة أمراض شتى أن ترشد إنفاقها و ثرواتها للنهوض بالشعوب و العمل على رفاهيتها ؟

بالقطع ستكون الإجابة لابد من جسد صحيح قوى للأمة متماسك يملك آليات القوة السياسية و الاقتصادية و العسكرية حتى تكون فعالياتها تجاه القضية المركزية ذات نتائج إيجابية و مسألة شراء السعودية و الأمارات و قطر أسلحة بمبالغ خيالية مما يعد فرصة لإنقاذ اقتصاديات المستعمر الذي يتمايل طرباً من الصراعات في المنطقة العربية و يضمن على المدى القصير تدفق الأموال طلباً للسلاح قد يكون أحد ما رتب له من سيطرة لضمان التبعية و لكن إذا أستخدم السلاح للقضاء على ما من شأنه أضعاف الأمة العربية كالقضاء على الطائفية و تحكم الأقلية و تحجيم الصراعات العرقية  فإننا سنكون في بلورة مشهد يأذن بتماسك الأمة و استرداد الهوية و الدين و بداية لحل القضية المركزية ( فلسطين ) و سنرى في الأفق قوة عربية إسلامية لها أقدام راسخة في المجتمع الدولي يحسب لها حساب و تكون حسب تعبيري الخاص قد حصلت على الاستقلال الحقيقي بنفض غبار التبعية و تحولها إلى موقع الندية .  

ليست هناك تعليقات: