الثلاثاء، 9 أبريل 2013

شرق أوسط جديد

شرق أوسط جديد

حينما تنطلق عبارة شرق أوسط جديد من فم كونداليزاريس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية فإن أبعدها لن تخرج عن مصالح بلادها فى نفط الشرق الأوسط و ثرواته و حليفها الأستراتيجى فى المنطقة و الممثل فى الكيان الصهيونى و أليات التنفيذ السيطرة على الأنظمة و الشعوب و ضمان تبعيتها لأمريكا و أن لم تكن تابعة أو تتطلع إلى أستقلال القرار فإنه يجب أن تكون بلدان لا يراوح تأثيرها نطاقها الجغرافى و من هنا نجد المسعى بشتى الوسائل سواء إيقاظ الطائفية أو أستنهاض النعرات القومية أو الأنفاق بسخاء على التابعين و المواليين أيديولوجياً لمصالح أمريكا ليتمزق العالم العربى و الشرق الأوسط أشلاء يسهل القبض عليها و تحقيق الأهداف ؛ و يأتى الربيع العربى بما لا تشتهى الأدارة الأمريكية و الماثل فى التيارات الأسلامية التى تعتلى المشهد السياسى و القيادة و لأدراك أمريكا أن هذا التيار إذا ما أستقر به الحال فإنه سيعمل على تكتل قوة العرب و الشرق الأوسط و لن يكون سهل مرة أخرى تكرار نموذج أنفصال كما حدث فى جنوب السودان و لما كانت مصر و معها تونس رمانة الميزان فى هذه الأنطلاقة فبدأ العمل على نسيج التيار الأسلامى نفسه بصراعات مفتعلة ببرامج بين الأخوان و السلفيين و لأهمية مصر و أدراكهم أنه بأمكانها أن تكون قاطرة التغيير فى المنطقة كلها فتم التركيز على تفشيلها بكل الوسائل واضعين فى الأعتبار حداثة و محدودية خبرات السياسيين الجدد و هنا يجب التنويه أن لم يتمكن السياسيين الجدد و الذين بيدهم السلطة من بتر جميع الأيادى التى تمتد لتفشيلهم فإنهم لن يراوحوا مكانهم و سيكون لذلك سلبيات على بلدان عربية فقد تحدث بتقسيم سوريا و تأجيج لبنان و ربما تقسيم العراق و أن كانت تركيا البارعة سياسياً أستبقت الأحداث و نذائر شؤم المستقبل بأتفاق مع حزب العمال الكردستانى فى تركيا بعد صراع طال أكثر من ثلاثة عقود و هذا الأتفاق يقوض فكرة وطن قومى للأكراد كدولة منغلقة بين تركيا و العراق و إيران و سوريا كما أنه يؤجل فكرة أستقلال أكراد العراق الذين يتمتعون بحكم ذاتى و ببراعتهم السياسية نجو من تحطيم بنية أماكنهم التحتية فى زمن الأحتلال الأمريكى و البديل المطروح عليهم بقوة الأن هو التضامن مع السنة لبقاء العراق موحد قوى و يحد من تسلط الشيعة الذين تمكنوا من البلاد على يد المحتل ؛ و هنا يطرح السؤال نفسه هل ستخرج إيران من الوليمة دون نصيب و هى قوة أقليمية فاعلة فى المنطقة ؟ فمنطق عدو عدوى صديقى و أمريكا و الكيان الصهيونى يناصبون إيران العداء بل الكيان الصهيونى الذى لم يصبر على صد صواريخ القسام أسبوع يخرج علينا فى هزليه سياسية عسكرية بأنه يريد ردع إيران عسكرياً و الصحيح أن حدث شئ من هذا القبيل فسيكون بيد أمريكا و ليس غيرها لأنها لديها القدرة مع الوضع فى الأعتبار الخسائر الكبيرة التى قد تصيبها و نعود إلى سياق الموضوع فإن التفاهم السياسى و توزيع الأدوار بعد أن تتمالك مصر عافيتها مع تركيا و إيران فسيكون لمصلحة الشرق الأوسط بكامله ليتعامل بنديه مع من يريد له التبعيه و أنتقاص حقه المشروع فى الحياة . 

ليست هناك تعليقات: