نماذج تعليم و تعليم

مما لا شك فيه أن تطور و نهوض الدول مرتبط
ارتباط وثيق بالتعليم و رقى مستوياته و
جودته ؛ و التعليم يختلف الظروف المحيطة به من دولة إلى أخرى و ذلك يرجع إلى
أدارات الدول و رؤيتها للحصول على الأفضل .
ففي الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن
التعليم ألزامى حتى نهاية المرحلة الثانوية و يشمل جميع المستحقين لفرصة التعليم و
تتكفل الدولة بجودته و تكاليفه أما ما بعد المرحلة الثانوية فهو اختياري و يتحمل
الطالب الجزء الأكبر من تكلفته ذلك لأن الحد الأدنى لمستويات المعيشة و الحد
الأدنى للأجور يمكن الطالب صاحب الرغبة في مواصلة التعلم سواء أن كان جامعي أو فوق
جامعي هذا فضلاً عن منح مجانية للطلاب المتميزين و مساهمات المؤسسات الاقتصادية و
الخدمية التي تطلب خريجي نوعيات معينة من التعليم .
في
كلاً من ألمانيا و فرنسا التعليم مجانى و ألزامى حتى نهاية المرحلة الثانوية و
يشمل جميع المستحقين لفرصة التعليم و كذلك الأمر للتعليم الجامعي و ما فوق الجامعي
نجده مجانى و أن كان هناك أليات لأولويات الأدراج والألتحاق بمكان في الدراسة الجامعية
و ما فوق الجامعية هذا علاوة على أن مستويات المعيشة في الدولتين تدخل في نطاق
الرفاهية لعموم المواطنين ..
و عموماً نجد أن كندا و الولايات المتحدة
الأمريكية و دول الاتحاد الأوربي لهم في الدول الفقيرة التي بها عقول واعدة
بالنبوغ العلمي منظمات عاملة و فاعلة لاستقطاب هؤلاء و ضمهم إلى القاعدة العلمية و
التعليمية و تنفق عليهم بسخاء من ميزانيات دولهم .
و في التجربة الماليزية التي نهضت بدولة
زراعية فقيرة إلى عملاق اقتصادي صناعي زراعي في خلال عقدين من الزمن ألزمت أدرارة
الدولة نفسها بأنفاق تصاعدي من 1% حتى وصل إلى 23% من الموازنة العامة للدولة
لصالح التعليم و العملية التعليمية حتى وصلت جودة التعليم إلى العالمية .
و في مصر نجد أن عهر الفكر تجاه التعليم و
العملية التعليمية يأتي بمبادئ في ظاهرها النهوض و الجودة في التعليم و حقيقتها
أنها تزنى بالنهوض و جودة التعليم .
·
فكيف في دولة متدنى فيها مستويات المعيشة و مستويات
الأجور دون الحياة الكريمة أن يتحول فيها التعليم الجامعي الحالي الذى هو شبه
مجانى إلى تعليم مدفوع النفقات من الطالب و أكثر من 40% من الشعب تحت خط الفقر و
حوالى 40% أخرين في خط الفقر ؟
·
ثم ما هي طبيعة المنح للمتميزين و المتفوقين في مجتمع
الاستقطاب و الأقصاء المعتل بالفساد و الرشوة و المحسوبية ؟
·
أليس الأولى هو استيعاب
كل المواليد في مرحلة التعليم الألزامى قبل النظر إلى الجامعة ؟
·
أليس من الأحرى
العمل على حل مشكلة التسرب من بعد اجتماعي اقتصادي ؟
·
هل صيانة الأبنية التعليمية و أدارتها يفي بحاجتها و عدم
تناقصها ؟
أن السعي لجعل التعليم الجامعي بمصروفات ما
هو إلا نتاج ثورة مضادة على ثورة 25 يناير بنظرية استعمارية
تقول
" الشعب الجاهل أسلس قيادة من
الشعب المتعلم "
أن طرح فكرة التعليم الجامعي بمصروفات في مصر
ما ه إلا حد و تراجع عن التعليم و التثقيف و نمو الوعى المصري و يأتي عكس النهوض و
التطور و التحضر و ما يزعم بأنه جودة تعليم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق