الاثنين، 6 أكتوبر 2014

*المراكز الإستراتيجية الأمريكية



*المراكز الإستراتيجية الأمريكية
يمكن تعريفها على أنها  منظمات تقوم بأنشطة بحثية سياسية تحت مظلة تثقيف و تنوير المجتمع المدني بشكل عام ، و تقديم النصيحة لصناع القرار بشكل خاص . أما عن نوع القضايا و السياسات فهي عديدة . فبعض هذه المراكز تركز على قضايا السياسات الخارجية والقضايا العالمية ، والبعض الآخر يتبنى الأبحاث المعنية بالسياسات المحلية بما فيها القضايا الاقتصادية بأنواعها المختلفة ، وسياسات البيئة والطاقة والزراعة . و نجد أحياناً مراكز بحثية تتعامل مع أكثر من إطار من الإطارات السياسية المذكورة .

   وكثيرا ما تتحدث هذه الأبحاث عن القضايا والموضوعات الساخنة تلبية لاحتياجات صناع السياسة الأمريكية

   و ينصب حاليا الاهتمام على العديد من التقارير و المقالات المعنية بتحليل الوضع في العراق وقضايا الإصلاح في العالم

    العربي ، وتحليلات تفصيلية عن شعور الشارع العربي تجاه  الولايات المتحدة .

ومن السهل ألا يستطيع المتابع استيعاب الدور الهام للمراكز البحثية الإستراتيجية الأمريكية في عملية صنع القرار الأمريكي . وذلك لأن المنظمات المذكورة غير حكومية و ليس لها علاقات رسمية بالمؤسسات الحكومية مثل الحال مع منظمات اللوبي المعروفة و التي تعلن عن علاقاتها و على الجهة  والأشخاص التي تحاول التأثير عليهم داخل الحكومة الأمريكية . و على الرغم من أن المراكز البحثية الإستراتيجية عبارة عن مؤسسات غير حكومية ، فإنها تؤثر على طابع التفكير و الخطاب السياسي بالمجتمع في العاصمة واشنطن على المدى الطويل . فالأبحاث والدراسات والوثائق الصادرة عن المراكز البحثية الإستراتيجية عادة ما تجد طريقها إلى مكاتب كبار صناع القرار و الأمثلة في تلك الحالة وفيرة.

و من الجدير بالذكر أن كثيرا من كبار رواد مراكز الأبحاث الإستراتيجية الأمريكية على علاقة وطيدة بالسياسيين الأمريكيين حيث أن أغلبهم صناع قرار وسياسيين سابقين  و لدينا اليوم السيد /  روبرت فورد زميل - معهد الشرق الأوسط  و سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا يكتب بتاريخ  12 يونيو 2014 عن اجتياح القوات السنية للموصل و تكريت و شروعها في السيطرة على بيجى التي بها أكبر معامل تكرير النفط في العراق لإنتاج المحروقات بأصنافها فيقول جمل تجعلنا نقف نتأملها لنتعرف على أسلوب التفكير الذي ورائها  و لمن يقدم الخدمات و الفوائد و النفع .

 أن الحاجة إلى تعبئة بسرعة الآن للمواجهة

أمر مفهوم، إذا تم تمكين الميليشيات لقتال الجماعة في أزياء عشوائية في الأحياء السنية ، و هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات في محافظات مثل بغداد و ديالى و صلاح الدين، و الذي يجلس على خطوط الصدع  بين الشيعة و السنة. هذه المناطق يمكن أن تكون حساسة للغاية لإدراج الميليشيات الشيعية خارجية جديدة ، لذلك يجب أن يكون هناك الحذر هناك ، فضلا عن التنسيق بين الحكومة المركزية والقيادات المحلية

و يمكننا أن نفهم أن السيد / روبرت فورد يريد العراق حرباً طائفية ذات طابع أقليمى و لا تستقر و لا تنعم بالسلام و الأمن كما أنه لا يهتم بسلامة العراقيين و أرواحهم و هو مدرك أن الحكومة المركزية  و جيشها المنهار معنوياً لا يمثل رضا غالبية الشعب العراقي فضلاً عن أنه لا يستطيع مواجهة الجحافل السنية .

( كيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن ترد على هذا الاكتساح السني و هيمنته على العراق ؟ ) طرح السيد / روبرت فورد تصور كالأتي : -

الشيء الأكثر أهمية هو بالنسبة للولايات المتحدة لتحديد بسرعة أصدقاء على الأرض في العراق و سوريا الذين يمكن الوثوق به لمواجهة و منع أي اجتياح من أكثر المواقع مما فعلت ؛ العناصر المعتدلة في الجيش السوري الحر تتبادر إلى فضلا عن القوات المسلحة العراقية . و في لبنان يتعين على الولايات المتحدة تعزيز التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية  أي خلق تعاون مشترك مع  هؤلاء الأصدقاء ، وكيف يمكن أن تكون الولايات المتحدة قادرة على مساعدة، سواء من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية أو ضخ النقد  والذخيرة أو الأسلحة الأخرى، فهذا أمر ملح

ماذا عن أستجابة إقليمية أو دولية؟

يتم رسمها كالأتى  فتركيا في أزمة بعد أقتحام قنصليتها في مدينة الموصل ، و أنه من المهم بالنسبة للأتراك تقييد حركة المقاتلين بين سوريا و تركيا. و يحدق الخطر أيضا بدول الخليج . فالقانون في المملكة العربية السعودية مؤخرا لحظر المواطنين من الذهاب الى سوريا للمشاركة في القتال هو خطوة إيجابية ، و الخليج يمكن و يجب  أن يفعل المزيد لأغلاق تدفق الأموال إلى سوريا أيضا . فيما يتعلق بإيران ، فإن أول شيء لإدارة روحاني هو القيام بمساعدة العراقيين على الحصول بسرعة إلى أتفاق واسع النطاق في بغداد حول كيفية الحكومة المركزية العراقية و تحسين العلاقات مع العرب السنة بحيث يشجعهم على الأنضمام لمكافحة هذا الأجتياح السنى المسلح المكتسح .

و يتضح لنا أن السيد / روبرت فورد يضع الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط كأرضية لتفكيره  و ما يجب و يمكن أن يحدث بصرف النظر عن مصالح المواطنين فى المنطقة و ما يريدونه لأنفسهم و بلادهم كما يوضح لنا أن قرارات دول الخليج العربى الداخلية و الخارجية التى تصدر من السلطات العليا فيها ليست سيادية بل أملائية من الأدارة الأمريكية و أن التعامل مع إيران و تركيا هو تعامل أرقى نوعياً و لكنه لا يخلوا من نغمة الهيمنة و الأستعلاء .
و من يونيو 2014 إلى أكتوبر 2014 نجد أن الكثير من التوصيات التى أوصى بها السيد روبرت فورد قد تحققت على أرض الواقع و النذر اليسير لم يتحقق و خاصة المتعلق بتركيا التى أستطاعت تحرير أسرها و النظر إلى كل المشاكل المحيطة بها أقليمياً و عالمياً بنظرة تصب بالدرجة الأولى فى خانة السيادة و المصالح التركية بالدرجة الأولى و أكبر دليل على ذلك حينما ناورت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على تركيا فى تصريح للسيد بايدن أجبرت على وجه السرعة على الأعتذار للسيادة التركية .
 

ليست هناك تعليقات: