من ذكرياتي
أذكر في اكتوبر عام 1991 كنت على متن طائرة لمصر للطيران من
القاهرة إلى مدريد و كان بجواري سيدة مسنة و طفل صغير و من خلال الحديث و التعارف
عرفت أنها أم الملحق الثقافي المصري لبعثتنا الدبلوماسية في أسبانيا و عندما أقترب
موعد الهبوط إلى مطار براخس أعلن الطيار لنا أن نستمتع و لمدة نصف ساعة بمنظر
مدريد من الجو ليلاً حيث أن مدرج الهبوط عليه كثافة هبوط و برج المراقبة أعطى
طائرتنا أذن بعد نصف ساعة للهبوط و ساد الهرج و المرج الطائرة و الأسئلة
هل
الطائرة مخطوفة ؟
هل الطائرة بها عطل فنى يمنعها من الهبوط ؟
و راحت السيدة التي بجواري
في غيبوبة بعد رعشة و عرق شديد فاستغثت بطاقم الضيافة الذى أعطاني زجاجة كلونيا
خمس خمسات الشهيرة للشبراويشى و طلب منى معاونته في أفاقة السيدة لأنهم منشغلين مع
باقي المسافرين الذى تقئ بعض منهم و أصيب البعض الأخر بهستيريا و لما أفاقت السيدة
بين يدى
قالت : - هل سيفجرون الطائرة ؟
فسألتها : - منْ هؤلاء الذين سيفجرون الطائرة ؟
قالت : - المختطفين
فقلت : - لها ليس هناك اختطاف و سنهبط أن شاء الله بعد ربع ساعة أنظرى إلى
منظر مدريد البديع ليلاً بالإضاءة الكثيفة
فقالت : - أنى أركب طائرات باستمرار يا بنى
و نحن مختطفون و كابتن الطائرة يخفف علينا الحال الذى هو فيه بالكابينة و راحت في غيوبة
مرة ثانية و ما فاقت و إلا و نحن على مدرج الهبوط ؛
و ما جعلني تذكر هذه الرحلة
صورة الخاطف و المختطف الذى وصلت إلى وسائل الأعلام العالمية مرفقة بقصة خطف
الطائرة المصرية إلى مطار لارناكا و لا أقول إلا لنا الله فيما نحن فيه من منطقيات
و ما ينسج حولنا من حكايات و ما يراد بنا كنتيجة من فعاليات أقرب إلى الهزليات
تستهدفنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق