لا يفل الحديد إلا الحديد

قديماً قالوا لا يفل
الحديد إلا الحديد و لا يقارع الحجة إلا الحجة و لا يجلى البينة إلا البرهان .
و من يدعى الحرية و
الليبرالية و الديمقراطية و واثق من نفسه و قدراته و خطواته أكبر الظن أنه لا يخاف
من النقد أو حتى الأستهزاء به لأنه يمتلك العديد من الأليات التى تحفظ له مقامه و
هيبته و جدارته لتصدر المشهد كقانون عادل يحاسب الجميع على التجاوزات أو كمواجهة
النقد أما بالأعتراف بالتقصير مقرون بفعل يعالج هذا التقصير أو أبراز النقد على
أنه عارى من الصحة و لا يمتلك مقومات المصداقية بحجج و براهين مقنعة و منطقية و أن
هذا النقد أنتهج نهج كوميدى للأضحاك و التسلية و لم يكن له ضرورة مجدية .
و لكن عندما يواجه النقد
بالتكيمم و القمع و المنع مع التهديد و الوعيد و الويل و الثبور ؛ فإن هذا النقد و
أن كان ساخراً سخرية لاذعة فإنه له دلالات تؤكد أن هذا النقد يمس حقائق واقعة و
فشل ذريع و مصائب متستر عليها علاوة على عجز أصحاب الشأن عن مواجهتها و من جانب
أخر يعيدنا إلى هيكل الدكتاتورية القمعية المتسلطة على مجتمع لتهلك كل قدراته و
أمكانياته و أبداعاته قبل ميلادها لمجرد أن السلطة فى يد أهل العجز و الفشل و
الضعف الشديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق