الأحد، 14 أكتوبر 2012

أحلام نتالى نوجيريد


أحلام ناتالى نوجيريد

أن كاتبة لوموند الفرنسية ناتالى نوجيريد حينما تكتب و تحاول جاهدة أن تشبة وضع سوريا بوضع البوسنة و الهرسك ( بوسنا هرسوجوبينا ) فإنها تحلم بتقسيم سوريا تقسيم على أساس عرقى و طائفى جزء كردى و أخر شيعى علوى و الجزء الباقى سنى كمكافأة للثوار .

و إذا وضعنا فى الأعتبار الجارة القوية و المتخامة للحدود السورية و أن المشكلة الكردية تمثل لها صداع مستمر بدعم أوربا قاطبة منذ تاريخ عبد الله أوجلان و حزب العمال الكردستانى إلا أن تركيا مازالت له اليد العليا و الكلمة الأولى حتى أنها تمشط شمال العراق سواء فى عهد صدام بأتفاق أو فى العراق الحالى بدون أتفاق للسيطرة على الوضع الكردى الأنفصالى الذى يحلم بكردستان العظمى فهل ستترك شوكة الأكراد تقوى فى سوريا و تدعم الحلم الكردستانى ؟ بالطبع لا و لديها أليات لمنع ذلك .

و هل ستقبل الأغلبية العلوية السورية الأنفصال بتاريخها الأسود مع السنة داخل سوريا سواء مع الأسد الأب و الأسد الأبن و تحفظات الجارة القوية تركيا التى بها عدد لا بأس به من العلويين و التى تقهر الأنفصال الأقوى فى الحالة الكردية فهل ستسمح ببذرة أنفصال أخر يحمل العنوان العلوى كما أن لدول الخليج السنية التى تواجه المد الشيعى الإيرانى سيكون لهم تأثيرهم و بالفعل تأثيرهم على الأرض موجود حتى لا يحدث هذا الأنفصال العلوى و بروزه كما أن مؤيديه فى لبنان لا يستطيعون التصريح بذلك أو الجهر به .

و كلمة الفصل على الأرض للجيش السورى الحر الذى لن يقبل إلا بسوريا الموحدة و لن يفل عزمه أى مؤثرات كانت خارجية أو داخلية و يكفيه شرفاً أنه مر بفترات حرجة دون دعم عسكرى أو مادى أو حتى لوجستى و لكنه أستمر و صمد و يحقق نجاحات متتالية و مسألة سقوط النظام بالنسبة له مسألة وقت ليس إلا .

إذاً ما الذى يدفع ناتالى نوجيريد لحلمها الذى عبرت عنه فى مقالة تحليلية للوضع السورى و مقرنة أياه بوضع البوسنه ؟ أنه سؤال يسأل لها و قبل أن نحصل على أجابة منها صادقة نستطيع أن نستشف من كلماتها شخصيتها فهى أما يهودية صهيونية تخشى على الكيان الصهيونى من نظام جديد فى الشمال مترسخ فى أيديولوجيته الأسلام المكروه علناً و صراحة من كل اليهود و الصهاينة كما أن هناك فرضية ثانية ألا و هى أن ناتالى نوجيريد يسارية إلى النخاع تخشى على روسيا من أن تفقد قاعدتها الوحيدة فى البحر الأبيض المتوسط الموجودة فى اللاذقية و هى تقع داخل الحزام العلوى و الموالى لروسيا التى تدعمه حتى أخر نفس فإن التقسيم سيحافظ لروسيا على مصالحها و هنا السؤال التهكمى هل أستطاعت روسيا البقاء فى أفغانستان الأقل عدد و عدة  و هل سيترك الثورار العدو الخارجى بعد القضاء على العدو الداخلى ؟ و الفرضية الثالثة هى أن ناتالى نوجيريد يهودية صهيونية يسارية .

ليست هناك تعليقات: