الأحد، 14 أكتوبر 2012

الصلح الخطأ



الصلح الخطأ

أن العهد البائد برأسه و رموزه كنتيجة لفاعليات ثورة 25 يناير فى أول ثمانية عشر يوم أقر بأخطاء و خطايا و ظن أنه بالتضحية برأس النظام و اللعب على محورين أولهما بث شعور عام لدى المواطنين المصريين أنه قادر على نشر الفوضى و تقويض أركان الدولة المصرية و ثانيهما أمتصاص غضب الثوار بما يظنونه أنه من صلب الدين الأسلامى بما يعرف بالدية للقتيل و تعويض المصاب و علاجه و أعادة بعض الأموال المسروقة نهباً من الشعب المصرى بصورة قضائية أو أتفاقات ضمنية سيتيح لبقايا النظام الفاسد الأستمرار فى جسد الدولة و يتصالح معهم المجتمع و تسير الحياة بصورة طبيعية كأن شئ لم يكن و يغض الطرف عن الفساد المستشرى فى المنظومة القضائية التى تبرأ القاتل و تدين القتيل بحرفية ممنهجة أبتداء بمحاضر أقسام  الشرطة إلى النيابات حتى تصل إلى منصات القضاء لتقول كلمتها بمقتضى ما لديها من أوراق لا تحوى قرائن أو أدلة على حدث معلوم للرأى العام  و شهد عليه العالم بأسره و وثق بالصوت و الصورة و هذا لا ينفى معلومية الجميع بما فيهم المشتركين فى السلسلة القانونية التى ينتهى إليها أصدار الأحكام فى النهاية و على ما تقدم فإن أصدار أحكام لا تمت للوقائع المعلومة بصلة و مستندة إلى روتينية و بيروقراطية العمل القانونى فإن ذلك يعد أكبر دروب التدليس و الزور و شهادة الباطل من حماة القانون و سدنة العدل معاً .
كما أن أحداث الثورة و ما تم فيها من جرائم ليس بنزاع تم فيه القتل بطريق الخطأ و عليه يرد العفو الصفح و الصلح و قبول الدية و التعويض و لكن ما حدث جرائم مبرمجة و معدة سلفاً مع سبق الأصرار و الترصد فى حق مصر و المصريين معاً و هنا لابد من عدل يحافظ على الحياة و يبعث الأمل فى الحياة لأنه ببساطة أن لم يقام العدل ستصبح مصر سهلة الوطئ و من المعلوم أن من فى تركيبة ذاته الجريمة و الجرائم حينما يتيقن أن الضحية سهلة المنال مأمونة العواقب فإنه سيقوم بجريمته و لا يردعه رادع من نفسه أو حماة قانون أو سدنة عدل أو شعب ثورة و سيسرق و ينهب و يقتل و يصيب الأبرياء بعاهات مستديمة و يجرف دولة .

أننى كلى شوق لنور الحق و ضياء العدل و أخشى و خشيتى على أساس أن الثأر سلوك متأصل فى طوائف غير قليلة من المصريين كما أن البسطاء بعد الثورة إذا أمسكوا بمجرم أو بلطجى قتلوه و حرقوه و مثلوا به و الجديد و المخيف و المرعب أن القتل بيد الأطفال أصبح سلوك يطفو على سطح المجتمع و خشيتى الحدّثية أن بعض الثوار السلميين بدأوا يؤمنون بالعنف و قد يتحولون إلى الأنتقام الأعمى الفوضوى الذى لن تمنعه أشد الحراسات حتى و أن كانت قلاع أو سجون تحمى بحرس كثيف و بعد أن رأينا دماء القتلى و المصابين فى كل مكان قد نرى قتلى آخرين يشفى منهم الغليل .       

ليست هناك تعليقات: