|
على طريق المذبح
============
حينما نقول نرفض الأنقلاب العسكرى قد يقول قائل و ما العيب فى العسكر فقد كانوا
يحكمون منذ ستة عقد و كانت حياتنا أكثر أستقراراً و أماناً من أيامنا التى نعيش
فيها الأن و للرد لابد أن ندعوا القائل إلى التفكير و تذوق ما لم يراه أو يحسه
أو يدركه من ذى قبل أو يعيشه مثلنا حينما كنا نحيا شهور أو سنوات فى العالم
الأول من أحساس بالحريات العامة و الفرق بينها و بين الفوضى المصنوعة المفتعله لتقويض أمن و سلامة المجتمع لفرض أمر واقع و
سيطرة القوة و السلاح و الأستعلاء على كل أطياف المجتمع و الحياة فى مصر ؛ و
النظام العام لتداول مقاليد الأمور فى البلاد بين التيارات و الأحزاب على أسس
ديمقراطية لا يخل بها أى فصيل أو حزب أو تيار أو مؤسسة أحتراماً لأرادة الشعب و
حرصاً على الوطن و تقديس الشرعية و القانون و البتر الفورى لكل فساد ينبت أو يطل
برأسه فى البلاد لتستمر مسيرة الأمة نحو التقدم و الأزدهار دون معوقات و لا يبقى
إلا الأصلح الذى يوفى بكل ما هو متفق أو متعارف عليه و أصبح عرفاً سائداً فى
البلاد و الدول المتخلفة فقط التى يطلق عليها دول العالم الثالث هى التى ترزح
تحت حكم دكتاتورى عسكرى غالباً ما يكون متخلف فاسد أدارياً يدمر البلاد بمرور
الوقت و لا يضيف لها أى تقدم و أزدها أللهم إلا لطبقة المنتفعين و القوادين لهذا
النظام و تتسم صفات هذا النظام بالقمع و الدموية و اللاقانونية فى أصدار الأحكام
و القتل و التعذيب و مصاردة الحريات و تكميم الأفواه و الأعتقالات بمبررات وهمية
و ليس أدل على ذلك من أغلاق قنوات تليفزيونية و أعتقالات لرموز سياسية تمثل
أغلبية الشعب و حجب مقالات صحفية و أخيراً أعتقال من يقول الحق و يصدح به كما
حدث مع المهندس أبو العلا ماضى و الأستاذ عصام سلطان و إذا ما ترك الحبل على
الغارب للأنقلاب العسكرى فسنجد أنفسنا نعيش عصور ظلامية دموية أقصائيه مدججة
بالظلم البين الصراح مع أنهيار لمصر بالكامل أن عاجلاً أو أجلاً أى أن مصر
بالكامل تجر إلى المذبح عن طريق هذا الأنقلاب و أنقاذ مصر لن يكون إلا بكل شريف
واعى فطن عاقل مخلص يحب مصر و يرفض الأنقلاب رفضاً قطعياً و يحولها عن طريق
المذبح و يضعها على طريق الحرية و الديمقراطية و الشرعية الذى لا تحيد عنه أمة
تريد لنفسها خير و تسعى لتنجوا من الذبح و الهلاك .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق