المجتمعات
أن المجتمعات منها ما هو ينعم بالاستقرار و
قد يصل إلى الرفاهية و منه ما هو مضطرب قد يصل إلى حد التفسخ و التمزق و الاقتتال الداخلي
و الانهيار و الدمار الخراب ؛
و ما يفرز كلى الحالتين في المجتمع سمات و
قدرات و طاقات الطبقة الحاكمة و الطبقات المحكومة ؛ فإذا كانت الطبقة الحاكمة و التي
هي في العادة ذات عدد قليل نسبياً بالمقارنة إلى مجموع المجتمع تتمتع برؤية
تحليلية ثاقبة لعموم مكونات الطبقات المحكومة و تطلعاتها و متطلباتها و لديها
مهارات توظيف أدوات أدارة المجتمع التوظيف السليم الصحيح نجد الثمرة استقرار الذى
يعد مبشر للرفاهية و عادة ما تميل الطبقات المحكومة في عمومها سلوكياً إلى العدل و
تثمن مظاهره فإذا عملت الطبقة الحاكمة على ترسيخ أركان العدل فبالقطع و دون أدنى
شك سيكون الاستقرار نتيجة حتمية ؛
أما إذا كان الطبقة لحاكمة لا تنظر إلا إلى
مصالحها الذاتية و مغفلة الارتباط الشرطي بعموم المجتمع و تسعى لمصالح آنية لحسابها
الخاص بقمع و رشوة محسوبية و كل أمراض يمكن أن تصيب المجتمع فإن علامات التفسخ
تظهر بوادرها في المجتمع و بتراكم الضغط القهري على أفراد الطبقات المحكومة تظهر الاعتراضات
بإرهاصات في التعبير اللفظي ثم يبدأ المنحنى في الصعود باحتجاجات ثم بغضبات ثم
ثورات التي قد تنتهج منحى الحروب الأهلية ؛
و نفس المشاهد يمكن أن تنتج إذا كان عموم الطبقات المحكومة فاسد ضال و بدلاً من أن
تقوم الطبقة الحاكمة بالتقويم و الأصلاح السلوكي و الفكري و الوعى المجتمعي تمارس منهج الأرضاءات و التوازنات و في نهاية
المطاف لا تفلح في ضبط إيقاع الهدوء المجتمعي و تصل إلى ما لا يحمد عقباه .
و نستنتج من كل ما سلف أن تركيز الفعاليات
على العدل و حفظ قيمة و كيان الأنسان و أرضاء نفسه بما يتناسب مع معطيات الواقع
ليسهل أقناع عموم المجتمع باستحضار السكينة و الطمأنينة و الهدوء و الاستقرار و
يكون ذلك سهل دون عناء يذكر أما إذا ما اعتمدت الطبقة الحاكمة أساليب القمع و
القهر و التمييز و الغبن و الظلم مطمئنة ذاتها بإمكانياتها في السيطرة بالمال و السلاح و أساسيات الحياة و
الحياة نفسها كمنحة منها فإن ذلك يقود في طريق سواء طال أو قصر نهايته الانهيار
الأكيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق