السبت، 30 يناير 2016

المجتمعات


المجتمعات
Picture 026.jpg
أن المجتمعات منها ما هو ينعم بالاستقرار و قد يصل إلى الرفاهية و منه ما هو مضطرب قد يصل إلى حد التفسخ و التمزق و الاقتتال الداخلي و الانهيار و الدمار  الخراب ؛
و ما يفرز كلى الحالتين في المجتمع سمات و قدرات و طاقات الطبقة الحاكمة و الطبقات المحكومة ؛ فإذا كانت الطبقة الحاكمة و التي هي في العادة ذات عدد قليل نسبياً بالمقارنة إلى مجموع المجتمع تتمتع برؤية تحليلية ثاقبة لعموم مكونات الطبقات المحكومة و تطلعاتها و متطلباتها و لديها مهارات توظيف أدوات أدارة المجتمع التوظيف السليم الصحيح نجد الثمرة استقرار الذى يعد مبشر للرفاهية و عادة ما تميل الطبقات المحكومة في عمومها سلوكياً إلى العدل و تثمن مظاهره فإذا عملت الطبقة الحاكمة على ترسيخ أركان العدل فبالقطع و دون أدنى شك سيكون الاستقرار نتيجة حتمية ؛
أما إذا كان الطبقة لحاكمة لا تنظر إلا إلى مصالحها الذاتية و مغفلة الارتباط الشرطي بعموم المجتمع و تسعى لمصالح آنية لحسابها الخاص بقمع و رشوة محسوبية و كل أمراض يمكن أن تصيب المجتمع فإن علامات التفسخ تظهر بوادرها في المجتمع و بتراكم الضغط القهري على أفراد الطبقات المحكومة تظهر الاعتراضات بإرهاصات في التعبير اللفظي ثم يبدأ المنحنى في الصعود باحتجاجات ثم بغضبات ثم ثورات التي قد تنتهج منحى الحروب الأهلية  ؛ و نفس المشاهد يمكن أن تنتج إذا كان عموم الطبقات المحكومة فاسد ضال و بدلاً من أن تقوم الطبقة الحاكمة بالتقويم و الأصلاح السلوكي و الفكري و الوعى المجتمعي  تمارس منهج الأرضاءات و التوازنات و في نهاية المطاف لا تفلح في ضبط إيقاع الهدوء المجتمعي و تصل إلى ما لا يحمد عقباه .

و نستنتج من كل ما سلف أن تركيز الفعاليات على العدل و حفظ قيمة و كيان الأنسان و أرضاء نفسه بما يتناسب مع معطيات الواقع ليسهل أقناع عموم المجتمع باستحضار السكينة و الطمأنينة و الهدوء و الاستقرار و يكون ذلك سهل دون عناء يذكر أما إذا ما اعتمدت الطبقة الحاكمة أساليب القمع و القهر و التمييز و الغبن و الظلم مطمئنة ذاتها بإمكانياتها  في السيطرة بالمال و السلاح و أساسيات الحياة و الحياة نفسها كمنحة منها فإن ذلك يقود في طريق سواء طال أو قصر نهايته الانهيار الأكيد .

ليست هناك تعليقات: