الخميس، 16 يونيو 2016

جيوش و أفراد






جيوش و أفراد
 Picture 026.jpg
يقول سيجمان فرويد " الأنسان وليد البيئة " و ثبت صحة قوله بشواهد كثيرة في حياتنا فعلى سبيل الذكر لا الحصر عندما ندقق الملاحظة في حياة الدكتور أحمد زويل نجده من بيئة مصرية أحد أطرافها أسرة تحض على التحصيل و البحث العلمي فكان وصوله إل مكان بحثى علمي في أحد الجامعات المصرية و لكن الأدارة المصرية عموماً  يشوبها الفقر المادي و تفتقد إلى روح التطوير و الدفع إلى قمة هرم النجاح فلو مضى الدكتور أحمد زويل خمسين عاماً في البحث العلمي المصري ما سمعت به الأوساط العلمية و العالمية و ما حصل على جائزة نوبل و لكن انتقاله إلى أمريكا الغنية بالموارد المادية و المتفوقة في الأدارة عالمياً كانت نتيجته الطبيعية حصول الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء .
و عندما نتعرض إلى قصة عمر متين  المثيرة للجدل و المروعة في مشاهدها نجد أن عمر مولود في أمريكا لأسرة أفغانية يسري فيها الارتباط العاطفي بين الأهل و الأقرباء و القبيلة ؛ و في بيئته تتناقل قصص الجيوش الأمريكية و الغربية و الانتهاكات التي ترتكب  في حق الأبرياء و المدانين على حد سواء و من هذه الانتهاكات ما له طابع جنسي لا يرتكبه إلا مثليين أو موترين لا يعرفون شيء عن الشرف و النبل العسكري و قد رأينا بأعيننا شرائط فيديو وثائقية لانتهاكات ذات طابع جنسي يرتكبها الجيش الأمريكي في سجن أبو غريب العراقي  ؛ هذا فضلاً عن أن الجيوش تدمر البلاد و تحطم البنية التحتية لها و تخرجها من حركة عجلة الحياة و التاريخ ؛ و إذا ما أضفنا إلى عمر متين بعد الارتباط العاطفي الاعتزاز بالنفس و الإحساس بالسيادة لنشأته في المجتمع الأمريكي  و تلقيه التعليم في المدارس الأمريكية فإن كم الكراهية الذى يتولد بداخله على فئة بعينها كالمثليين يكون ضخم بدرجة تصل إلى الانتقام و أتخاذ القرار بالتنفيذ و نرى فرد يقتل 49 شخص و يصيب 53 أخرين 6 منهم حالتهم حرجة
و لأن " لكل فعل رد فعل مساوى له في القوة و مضاد له في الاتجاه "  كما أثبت السير أسحاق نيوتن فإن فعل الجيوش التي يبلغ تعدادها مئات الألوف بدأ يظهر له رد فعل لأفراد لم يصل عددهم عشرات الألوف و لا يملكون تسليح الجيوش بل عوض عن ذلك تجد ابتكار في الأداء  و التنفيذ مذهل و مفاجأ .
و هنا لابد أن نؤكد على أن الدفع بالجيوش سواء لتنفيذ مهام نبيلة تحت ادعاءات وجيهة  أو لعدوان مغلف بأكاذيب لابد أن يأخذ بعين الاعتبار ما ينتج عنه من تخليق غير مرئي لكراهية و انتقام يحلو لنا  أن نسميه أرهاب و نتناسى أنه من صنعنا كما أن القتل العشوائي لأبرياء لم يثبت أدانتهم ثبوت واضح جلى  يضعنا أمام معضلة لا تعالج عسكرياً أو أمنياً بل علاجها الجذري فكرياً و سلوكياً في بيئة النشأة .   

ليست هناك تعليقات: