نأتي

نأتي إلى هذه الدنيا من خضم ألم و صراخ و
عويل و زفرات و دم و يكون من حولنا البهجة
و الحياة مع أننا عراة لا نملك شيء و ليس لنا حول و لا قوة و لا أمر و لا نهى سوى عواطف و أحاسيس سامية
وضعها خالق الكون في القلوب حولنا و نرحل
عن هذه الدنيا بأحوال منها الفجأة و منها ما هو من خضم مرض و ألم و منها ما هو من
ويلات كوارث و حروب و دماء و نار و خراب و دمار و يكون حولنا الأحزان و الآلام و
تنزع الحياة من الجسد ليأخذ مسيرة العفن و الترمم و الديدان و الحشرات و البكتريا
و بعد فترة قصيرة من عمر الزمن نكون أخلاط بأديم الأرض و يحسبنا الذين من بعدنا
رماد فما أعجب رحلتنا على ظهر الأرض أن لم ندرك مغزاها و نجنى عظيم فائدتها و
منتهاها و يا لنا من خاسرين نادمين أن أخذتنا الغفلة و تملكنا العزة بالأثم و
الغرور و لم ندرك كنهه ذاتنا الضعيفة الضئيلة بالنسبة لهذا الكون الفسيح المترامي
الأطراف و ملك لخالق عظيم قدير جبار فعال لما يريد لا يسبقه قول و لا فعل فسددوا و
قاربوا بالطيب الصالح من الأعمال التي ترضى الرب و تفرح القلب بعظيم الثواب و
الأجر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق