الخميس، 17 نوفمبر 2016

189



189

 Picture 026.jpg
anally18.rssing.com/chan-9907037/latest.php

عندما نفكر في دولة من الدول الكبرى سواء عسكرياً أو أقتصادياً فعلينا أن نتخلى عن ثقافتنا الخاصة التي نعيشها سواء أن كانت الشخصنة أو شخصية القائد و الزعيم الفرد و الحكم الفردي المطلق ؛  و نستحضر مصلحة نخبة المجتمع و الطبقة الحاكمة التي قد تتجلى في مؤسسات للدولة لها سياسات ذات خط ثابت يبنى فيه بناء تراكمي لحصاد أجمالي النشاطات و الفعاليات و نتاج العقول و الأفكار ؛ و ليس هناك في العالم ما يسمى بالديمقراطية " حكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق رأى الأغلبية " و أن كان ذلك يظهر للعيان في بعض الدول و على رأسها أمريكا و الحقيقة أن النخبة أو الطبقة الحاكمة تنفذ كل ما تريد من خلال تمريره بقنوات يرضي عنها عموم الشعب و لا نغفل التأثير الوقتي  على أسلوب التفكير و أتخاذ القرار بالأعلام أو وعود تداعب الأمنيات و الأحلام لدى عموم المواطنين و الذين ليسوا على نفس المستوى من الثقافة و الميول و الاتجاهات و الوعي  و هذا ما تعمل عليه ليل نهار فرق حملات الرئاسة التي مراد لها الحصول على أعلى نسب تصويت ليأتي رئيس الساعة الذى معد له سلفاً أجندة للتطبيق اليومي حتى تنتهى رئاسته و شاهدي في ذلك كم رئيس تراجع عن وعوه الانتخابية ؟ و كم رئيس تدنت شعبيته بعد وصوله لمنصب الرئاسة ؟ و تبقى برامج الطبقة الحاكمة أو المؤسسات و هي تمضى قدماً في مسارتها مع تغير شخص كرسي الرئاسة .

معنى" دولة الظلم ساعة و دولة الحق إلى قيام الساعة " هو  أنه مهما طالت مدة سطوة الظلم فإنها ستكون عبارة عن ساعه من عمر الزمن و باقي عمر الزمن بدون شك أو جدال لدولة الحق و عندما يتسرب الأحباط و اليأس إلى النفوس  يقول قائل العكس صحيح و أيام الحق قليلة و معدودة و ليس هناك داعى أن نضحك على أنفسنا و لكن عند الأنسان الذى يؤمن أنه كائن خالد و أن عمر الحياة الدنيا بالنسبة إلى حياة الخلود عبارة عن ساعة أو بعض ساعة و أن الأمر كله بيد الحكم العدل الحق الذى حرم الظلم على نفسه فإن الظلم لن يبقى إلا ساعة فعلاً و يمحقه الحكم العدل و يبقى الحق من قيام الساعة إلى أبد الخلود و لا ننسى  أن دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب و سبحانه و تعالى أقسم على نفسه بعزته و جلاله لينصرن المظلوم و لو بعد حين .

الغرب والأسلام السياسي ......................
الغرب يمارس سياسية لتحقيق مصالح هذا على وجه العموم و على وجه الخصوص مع المجتمعات الأسلامية أو الجامعات ذات الصبغة السياسية الأسلامية أو الدول التي ذات سمت أسلامى فإن ممارسته للسياسية يدخل فيها أتجاه رجحان ميزان القوة و الفوائد أو المضار المترتبة على ذلك خاصة أن الأسلام أصبح في نسيج بعض الدول الغربية و منتسبيه الأسهل و الأسرع في النشاط من مسلمين الدول الأسلامية نفسها و هناك شواهد على ذلك أولها مكانة المملكة العربية السعودية و كذلك مواقف الغرب من إيران و لنقل تجارة بدلاً من سياسية فيما مارسته حكومة كاميرون مع جماعة الأخوان المسلمين و تبقى جمعات السلفية الجهادية كالقاعدة و الدولة الأسلامية  كمادة تسويق داخلي  للسيطرة على عقول و أفهام و سلوكيات عموم المواطنين و خاصة في أمريكا التي في صميم تكوين شخصيتها أنها لا تحيا بدون عدو محتمل و هنا يسقط الغرب بأكمله في مواجهة الأسلام السياسي لأنه لم يقرأه جيداً و لم يحافظ على استمرارية علاقته بالمسلمين في أطار يحقق له مكاسب متواصلة على المدى الطويل من أمن و أمان و تواصل و تبادل منافع و يؤثر السيطرة و الإملاءات و الصنائع التي تخدم أهدافه  و بذلك في نهاية المطاف سيصطدم وجهاً لوجه مع الجانب الراديكالي في أقصي اليمين الأسلامى و سيستمر صراع وجود لا يعرف حدود و تذهب المصالح التي تم تحقيقها و لن يولد ما هو عوض عنها و قد يتناسى الغرب أنه أستخدم القاعدة في أرهاق الاتحاد السوفيتي بأفغانستان أثناء فترة الحرب الباردة ثم أنقلب عليها عندما أيدت دولة طالبان و لم تنصاع للغرب ورغباته و يكرر الغرب نفس الخطأ مع جماعة الأخوان المسلمين الأكثر أنتشاراً و نشاطاً ليس في مصر فحسب بل في معظم الدول الأسلامية عندما حاولت حكومة كاميرون تجريمها و حظرها ثم تعود السياسية البريطانية الأن لتبرئتها ظناً من الغرب أنه يمكن استخدامها كبديل يجتاح العراق و الشام و بالصعوبة بما كان التخلص منه أو القضاء عليه و هذا قد يرضى الجماعة مرحليا و لكنها حاضر في أذهان قياديها مسألة البيع و الشراء و ممارسة سياسية المصالح التي يمارسها الغرب و تظل المشكلة عند الغرب من صنعه و ضارة به عدم الثبات على المبدأ و اعتدال ميزان التعاملات و تقدير ثقافة و هوية الشعوب و احترام حرية الاعتقاد و التدين .

أمريكا و فوز ترامب ..........
جاء ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية عقب حملة انتخابية ناجحة أثرت تأثير وقتي في أصوات  الناخبين لصالحه و أكمل حزبه الختام الناجح للحملة في المجمع الانتخابي .
و من الثوابت المعروفة أن تصريحات و وعود الحملات الانتخابية غالباً لا تراوح زمان الحملة بعد أن تكون استنفذت هدفها بوصول المرشح إلى مقعد الرئاسة ؛ و لنا شاهد في السيد أوباما رجل القانون المعروف و الرئيس لفترتين متتاليتين و الواعد بأغلاق معتقلات جوانتاناموا و ها هو يرحل من البيت الأبيض و لم ينفذ وعده .
و أيضاً من الثوابت أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات لها خطوطها الثابتة التي يبنى عليها بناء تراكمي من أدارات البيت الأبيض المتعاقبة و ليست بلاد الحاكم الفرد و لا سياساتها رأى و هوي فرد و لكن مخرجات سياستها من حزبين كبيرين " الجمهوري و الديمقراطي " في أطار مؤسسي يراعى مصالح أمريكا سواء أن كانت معاهدات و اتفاقيات و هي في الغالب من نصيب الديمقراطيين أو حروب و دمار في مكان ما في العالم لأنقاذ مصالح و ميزانيات أمريكا المديونة بأكثر من 500 تريليون $ و أنتاجها من الأسلحة واجب تسويقه و تشغيل مصانعه حفاظاً على سوق العمل الداخلي و أجمالي الدخل القومي للبلاد .
و تبقي أمريكا ذات الأوجه القبيحة خارجياً بأجرامه في حق الأنسان من أجل مصالحها و الأوجه القبيحة داخلياً بعنصرية و تفسخ اجتماعي و انحطاط أخلاقي و لكن كل شيء تحت سيطرة مؤسسات تجيد الأدارة و هذا هو كلمة سر سيطرة و سطوة أمريكا عالمياً

عالمنا الحالي ...........
عالمنا الحالي عالم غاب لا نظام و لا معاهدات و لا اتفاقيات و لا منظمات دولية بل الأمر الواقع بقوة ثنائية الأبعاد تتركز في القدرة الاقتصادية و القدرة العسكرية للجيوش و التسليح أو القدرة التكتيكية للعصابات المسلحة ذات الإيديولوجيا العقائدية و سبقي أمريكا و أوربا أصحاب الكلمة و الهيمنة ما بقيت قدرتهم الاقتصادية و قوتهم العسكرية ذات التسليح المتطور و القدرة النيرانية التي لا تضاهي و الشرق الأوسط و الأسلام السني مازال يبحث عن فك رموز المعادلات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و النكبات المتوالية سواء بصعود معتدلين أو يمنيين متطرفين  أو منحطين أخلاقياً سدة أدارات الغرب .

استمتعت بتاريخ السد الذى بناه مهندس و لم يأخذ جسات تتابع طبقي لموقع بناءه كما يجب و الذى يحدد طبيعة الطبقات الأرضية و نفاذيتها للماء أو احتفاظها به أو انزلاقها فوق بعضها من عدم لابد أن يكون جيولوجي و لأنني جيولوجي فقد كان هذا باب متعتى و انفراد مهندس الإنشاءات بالقرار هو أصل حدوث الكارثة لأن العمل غير مكتمل و المشيئة الألهية تسبق كل شيء في هذا الكون و ربط هذا الموضوع بالربيع المصري ربط فيه أن مشيئة الله من قبل و من بعد و ما على العباد إلا السعي و يذكرنا التاريخ بربيع براغ الذى لم يدخل حيز مدنية دولة التشيك و سلوفاكيا إلا بعد حقبة زمنية و ما كان ربيع براغ إلا مقدمة و لابد أن تدور عجلة التاريخ و لن تتوقف عند هيئة ما دون تغيير منشود و  لا نسأل غير الله .

القانون و الصراع على السلطة ................
أن القانون و تطبيقه و حمايته يشعر عموم  المجتمع بسريان العدل و ينتشر الأمان و تستقر حالة الأمن في البلاد هذا ما يراه حكماء أدارة المجتمعات و الوصل بها إلى الاستقرار الذى يعول عليه في التنمية و التطور و جلب الاستثمارات لكل المواطنين على حد سواء و ليس هنا تمييز بين طبقة و طبقة و فئة وفئة أخرى أو طائفة و طائفة غيرها .
أما الصراع على السلطة فله شواهد في جانب الذين يشعرون بالأقصاء و الاضطهاد و الظلم و الحرمان من حقوق أصيلة لهم في المجتمع و الدولة و يكون ذلك أما العصيان السلمى و الرفض الكامل و المطالبة بالسلطة أو على الحد الأدنى المشاركة فيها أو العصيان الدموي و أستخدام لغة السلاح في الأقصاء و الأحلال و التجديد لهيئة و شكل السلطة و على الجانب الأخر تجد القابض على السلطة يعطل القانون و تطبيقه و حمايته و يصنع من وجهة نظر حمايته لسلطته قانون استثنائي يطبقه حسب متطلبات مراحل الصراع على السلطة و تجد ذلك بوضوح في تصريح عضو لجنه العفو  عن المساجين الممتلئة بهم السجون بقانون باطل أصلاً هو التحفظ المستمر عليهم في السجون لمجرد الاشتباه بهم أو دعوي أدانة قد تثبت و قد تكون باطلة و يصرح العضو أن هؤلاء مستمرين وهؤلاء باقين و هؤلاء مفرج عنهم فتكون النتيجة طوائف و فئات و عداوات و تأجج صراع على السلطة و لطم الاستقرار و لا تسأل عن تنمية أو تطور أو استثمارات و نبقى في خضم حالة السياسات العرجاء التي لا تصعد و لا تهبط ببلد و محلك سر .

هل طلب مسلم سواء أن كان سياسي أو رجل دين بألغاء شعائر يهود عند حائط البراق أو حائط المبكي كما تتدعى يهود ؟ مع أن مثل هذا الطلب واجب و وجيه بعد أن أقرت اليونسكو أن ليس لليهود شئ يذكر يمت بثقافتهم و هويتهم و تاريخهم فى القدس و أن طلب يهود منع الآذان في بيت المقدس لهو ضغائن و أحقاد يهود على الأسلام و المسلمين و نحن نعرفها مسبقاً و محاولتهم تغيير الطابع و الهوية و الدين و الثقافة للقدس لن تنجح بأى حال من الأحوال لأنها محض هراء لا يرتكز على أسس سليمة أو منطقية أو قانونية .

رؤية الجنرالات .................... 
جنرالات مصر تتكون رؤيتهم لمصر و شعبها منذ نعومة أظافرهم داخل معسكرات القوات المسلحة و هم حديثي التخرج من كليات تزرع فيهم شخصية القائد البطل و أن أخفق أو فشل و كل ضابط له نوبة قيادة يكون المعسكر فيها عزبته الخاصة لابد أن تكون ببصمته الخاصة في القيادة و السيطرة و تنفيذ المهام الدورية المعتادة و رغباته التي قد تخرج عن نطاق العمل و العسكرية و لا يوجد حساب له أو عليه و لا يعرف ضرائب أو تكلفة فكل شيء ميسر له بالمجان من جنود الخدمة الإلزامية باسم الوطن و الوطنية فماذا ننتظر منه في رؤيته و نظرته للمواطن العادي أو لمصر بأكملها أليست ملك يمينه بالمجان و أبنائها في خدمته بالإكراه أن تحليل رؤية الجنرالات لمصر و المصريين لن يخرج عن دائرة هذا النطاق .


دولة الجيش الصديقة الحاكمة لمصر تجهز للمرحلة القادمة بثوب ديمقراطي يتصدره الجنرالات بملابس مدنية

ليست هناك تعليقات: