الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

الطريق :-
  وصلت إلى مجلس اصدقائى مكفهر الوجه و واضح على قسمات وجهي الضيق و التضجر و التافف فبادروني بوابل من الأسئلة  ماذا بك؟ اى خطب نزل عليك؟ ما المشكلة التي تعانى منها؟هل من كارثة أو مصيبة حلت عليك؟ فجلست و بدأت الحديث لأعرض ما عندي و يشاركوني الرأي و الفكر فقلت الطريق و الطرقات من بيتي إلى هنا هو هو منذ عقود بين الحين والأخر مبقور البطن مثيرا للغبار و الأتربة ملوثا للهواء الذي نستنشقه و مهلكا للأثاث الذي نملكه و مغيرا لمواصفات بضائع نستهلكها إلى الاسوء  و قد تكون مواد غذائية و إن لم يكن الطريق مبقور البطن فإننا قد نجد على قوارعه القمامة يقطنها الذباب و الحشرات أو طفح الصرف الصحي الذي ينشر الأمراض ومن فضل الله علينا أن لدينا وزارة صحة علي مستوى وان لم تكن كذلك لتفشت الأوبئة و آه ثم آه لو جاء الشتاء و أمطرت السماء و لا أقول هطلت السيول فان الطريق يغرق و نحوص حول أنفسنا و ترتبك و تهرع الدوائر المسئولة من اجل نزح بعض الماء 0

فقال لي احدهم يا رجل إن حفر الشوارع إما لمد كابلات  كهرباء أو هواتف أو تجديد شبكة مياه أو صيانة صرف صحي يعنى الخلاصة هذا مؤشر على الاهتمام بالبنية التحتية للبلد و أرزاق للمقاولين و العمال القادمين من أعماق الصعيد هربا من الفقر و الحاجة فبجدر بك أن تخلع نظارتك السوداء وتنظر إلي النصف المملؤء من الكوب 0

فقال الآخر إنني افهم صديقنا و نفسيته و فكره فهو دائما يقيس و يقارن بين وضعنا وما هو أفضل محاولا الارتقاء فقد زار مدن أوربية عدة و يريد لمدننا أن تكون مثلها 0

فقلت لما لا و تعالوا معا نحسبها إن أسفل طرقات المدن الأوربية الراقية المتحضرة  النظيفة ممرات خراسانية بعرض أربعة أمتار فأكثر يمر فيها كل متطلبات البنية  التحتية و لها منازل خاصة من أماكن لا تعوق الحركة في الطرقات إذا لزم الأمر للصيانة 0

فقال لي صديقي نعم نعم أيها الثرى الحالم بنبرات صوت توحي بالاستهجان و إنني اطرح اللامعقول 0
      
فقلت له نعم اننى احلم  و لا أريد لحلمي التحقيق الفوري و لكن هذا ممكن على مراحل فنحن منذ عقود زمنية عدة ننفق  سواء كانت هذه الأموال من ميزانيات المحليات أو الهيئات أو المعونات أو التبرعات  و إنفاق الأموال بهذه الطريقة على هذا الشأن أراه إهدار و لم يصل بنا إلى ما هو اقرب إلى الكمال فماذا لو بدأنا في التنفيذ من الآن على مراحل  لطرقات أسفل الطرق تحمل مفردات البنية التحتية للمدن فإننا حتما سنصل يوما إلى ما نريده و ننعم بطرق جميلة نظيفة انسيابية متحضرة تبعث على النفس الارتياح و تخلصها من ضغط من الضغوط التي تعانى منها يوميا و بعد ذلك يوجه المال المنفق في هذا البند إلى بنود أخرى لحل مشاكل أخرى لدينا 0 ويا اخى أن الإيمان بضع و سبعون شعبة أعلاها لا الله إلا الله و أدنها إماطة الأذى عن الطريق فهل لنا في الطريق طريق؟؟؟؟    

ليست هناك تعليقات: