الجمعة، 15 أكتوبر 2010

خائفة جاءتني بعد ظهر احد الأيام وقد أرهقها الجهد الذي بذلته في مشاويرها الخاصة وهى مرتدية حلل من القهر و تأن في شكواها قائلة تصور يا أستاذ بعد عام و نصف العام بعد أن مضيت هذه المدة في العمل المضني بانتظام دون انقطاع في مصنع كذا اذهب اليوم إلي التأمينات الاجتماعية و أجد أنني غير مؤمن علي و أنا لا استطيع أن أقف أمام أصحاب شركات استثمارات قد بيتوا النية لسلب حقوق أمثالي من البسطاء فهدأت من روعها قائلا لا بأس عليك إننا في بلد له قانون وتحكمه حكومة فردت علي بكلمات فيها مرارة اليأس قائلة إنني لست حالة خاصة يا سيدي بل من هم مثلي كثر فقلت لها إليك يا صغيرتي الورقة و القلم واكتبي ما سأمليه عليك و شرعت تكتب بسم الله الرحمن الرحيم السـيد المحترم / المحامي العام تحية طيبة و بعد مقدمه لسـيادتكم المواطنة المصرية فلانة الفولانية صاحبة الرقم القومي كذا كذا و الحاصلة علي المؤهل العالي سنة كذا و لقد تولدت لدي الرغبة في أن أطور قدراتي و إمكانياتي العلمية حتى أكون مناسبة لسوق العمل فتوجهت إلي المعهد العالي كذا لدراسة الحاسب الآلي و طلب مني أوراق تشتمل علي موقفي من التأمينات الاجتماعية و عندما توجهت إلي التأمينات الاجتماعية لاستكمل أوراقي كانت المفاجأة التي هزت كياني و وجداني فقد كنت اعمل منذ تاريخ كذا حتى تاريخ كذا في مصنع كذا و كان يخصم مني للتأمينات شهريا كعاملة و علي الرغم من ذلك وجدت انه لم يسبق التأمين علي من قبل فتضررت معنويا حيث أن المستثمر الأجنبي يستغل جميع إمكانياتي الفنية و العلمية بأجور زهيدة مقارنتا بسوق العمل العالمي ويغتصب حقوقي المادية القانونية التي تنصص عليها قوانين العمل المصرية و العالمية داخل بلادي و إنني أتوجه إلي شخص سيادتكم الذي يمثل عدالة و نزاهة القانون المعروف عن مصر لدفع الضرر المعنوي و المادي الواقع علي بموجب قوانين العمل المصرية وبنود العقد المبرم بيني و بين الشركة أرقام تاسعا و عاشرا و حادي عشر و مرفق طيه صور :- 1- عقد العمل مع الشركة 0 2- خطاب التأمينات الاجتماعية 0 3- عدد 13 ظرف من ظروف المرتبات التي استطعت قيمة التأمينات المخصومة 0 4- صور الكارنيهات الدخول تثبت عملي في المكان 0 وتفضلوا سـيادتكم بقبول فائق التقدير و الاحترام مقدمه لسـيادتكم فلانة الفولانية و اصطحبت الفتاة إلي مكتب المحامي العام و أنا متيقن من أنني شخص ايجابي يهدأ من روع مقهورة ويعمل علي رد الحقوق إلي أصحابها سواء كانوا أفراد أو دولة واهتم المحامي العام بالأمر و حول عريضة الشكوى إلي النيابة التي حولتها بدورها إلي قسم الشرطة الذي تتبع له صاحبة الشكوى لكي تأخذ رقم محضر و كل هذه الخطوات من اجل إن تأخذ الشكوى المسار القانوني المعمول به و لا ينال منها طعن وتم استدعاء صاحب المصنع الذي فوض رجال القانون العاملين لديه وتم استدعاء مدير عام التأمينات الاجتماعية و حفظت الشكوى إداري و غرم صاحب المصنع واحد جنيه مصري فقط لا غير و علي المتضرر رفع قضية جزئية مستندا إلي الغرامة التي وقعت علي صاحب المصنع و هنا صاحت خائفة كفاني كفاني لا أريد حقا و لا شيء و أرجوك أرجوك لا تذكرني من قريب أو بعيد إذا ما كتبت عني فأنني خائفة خائفة خائفة 0000000000000000000000000000 و حاولت أن أقنعها أن ما حدث ليس نهاية المطاف لمن يريد أن يعيش في مجتمع ويبحث عن حلول لمشاكل فما مررت به هو وجهة نظر القوانين المعمول بها في البلاد و إذا كنت تشعرين أن هذه القوانين ليست كافية لمعالجة السلبيات التي أصابك منها الضرر فعليك أن تتوجهي إلي الأحزاب و أفضل الحزب الحاكم و تكوني ايجابية في تعاملك مع المواقف وثقي في نفسك وبلدك والرجالات القائمين علي الأمور فيها وهم بطبيعة أحوالهم يحاولون معالجة كل السلبيات في البلد و لكنهم من المنطقي لن يرو كل السلبيات اللهم إذا تفاعل معهم كل من واجه سلبية مثلك وببالغ الصعوبة أقنعت الصغيرة و توجهت إلي مقر الحزب الحاكم الفرعي في بلدها وفي مقر الحزب التقت و لواء متقاعد يشغل منصب مدير مكتب الأمين الفرعي للحزب وبعد أن استمع إليها بإمعان طلب منها أن تكتب كل ما مرت به بالحرف الواحد وتعود إليه في وقت لاحق لان موضوعها مدرج علي قائمة المناقشات في جلسة الأسبوع القادم سواء في فرع الحزب أو المجلس المحلي و خرجت الصغيرة من مكتب اللواء وعلي وجهها علامات الخوف والحيرة و الارتباك وتهمس إلي نفسها عرائض مرة أخري ولا ادري ما هي النتائج وسمعتها آنسة في مثل عمرها فتوددت إليها بكلمات رقيقة وقالت لها ما بك فسردت عليها كل قصتها التي مرت بها وعقبت قائلة علي الرغم من أنها تحترم الأستاذ الذي شجعها علي ارتياد قاعات القانون و السياسة إلا أنها تريد الانسحاب من كل ذلك لأنها ضعيفة و لا ظهر لها أو واسطة أو محسوبية وليس لديها مال لتشتري لنفسها مركز قوي يؤمن لها غوائل مواجهة من هم اقوي منها واستباحوا جهدها ومالها وحقها في هذا البلد فخففت عنها الآنسة وقالت لها استمر علي الدرب و أنا صحفية في جريدة الإقليم وسأكتب في موضوعك العدد القادم لأنه موضوع عام وليس موضوع خاص وهدأت خائفة وتفاعلت مع الحزب ثلاث مرات وحينما أدركت انه لا طائل لها من وراء ذلك توارت وتقوقعت وترسخ لديها أن سلوك خائفة هو المثالي والأفضل لها 0

ليست هناك تعليقات: