بناء تهاوى
أن الدولة المصرية قبل و بعد الثورة
تشبه إلى حد كبير هذه الأبراج التى شيدت بتجاوزات فى مواد البناء و الأرتفاعات فى
الأدوار و ضعف الأساس و يسكنها السكان مدة لا تتجاوز 10% من عمر أفتراضى لأى
مبنى خراسانى ثم تنهار على رؤس من فيها و
نبدأ فى البحث عن الحى الذى رخص بالبناء و المقاول الذى نفذ البناء و المهندس الذى
أشرف على التنفيذ و نعالج المصابين و الجرحى و ندفن الموتى و نزيل الركام و نأوى
السكان الذين أصبحوا بلا مأوى و نطارد المالك ليقدم إلى العدالة و يتبين لنا أن
مهندس التراخيص و معه رئيس الحى أن لم يكن المحافظ قد تقاضوا
رشاوى و أن المالك خرب الذمة يبحث عن كسب سريع و لا يهمه حياة الناس و لا شأنهم و
كذلك حال طاقم تنفيذ البناء .
أن تردى الأوضاع برمتها فى بر مصر
المحروسة كان و لابد أن يفرز ثورة حتمية و هذه الثورة هى تهاوى نظام دولة كامل و
ميلاد نظام جديد و الميلاد مخاضه عسير لبلد تعداده كبير و مشاكله لا حصر لها و شعب
تلبسته الحالة الثورية كبلسم بديل للموت المعنوى الذى يحياه حتى لا يصل إلى الموت
المادى و أستمرارية الظلم الواضح و غياب العدالة أو تأخيرها تأجج الحالة الثورية و تزيد من صعوبة المواقف فأسترداد الأموال
المنهوبة يراه الغالبية العظمى درب من الخيال أو قد يطول أمده و ما سيسترد لن يكون
مساوياً للمنهوب و فرص تحسين أحوال المعيشة و حل مشكلات البطالة دخلت فى أجراءات
المسكنات لا الحلول الجذرية و الحديث الأخير للأستاذ الدكتور رئيس الجمهورية وعد
أنه بعد عامين بشرط توفير الأمن و الأستقرار و مواصلة العمل المستمر يمككننا
الوصول إلى حال أفضل و الشاهد أن الأمن يتحسن و لكنه غير مستتب لأنتشار البلطجة و
الأرهاب و شذوذ الفكر كما أن مواصلة العطاء فى العمل دون مقابل لأدنى مستوى معيشة
كريمة أمر غير وارد و بالتالى فننا نحلم بالأستقرار ليس إلا و أن أنتقالنا إلى
أوضاع أفضل مقوض من البداية .
أن أعادة بناء دولة يحتاج إلى كل
سواعدنا و لن تتجمع السواعد معاً فى عملية بناء إلا إذا كان لدينا جميعاً قاسم
مشترك من القناعة بالأسهام فى البناء وهذا لا يتأتى إلا على محورين أولهما دولة
مؤسسات يحترم فيها القانون و ينفذ بصرامة و حزم مع سرعة فى أنجاز العدالة إذا ما
حدث جور أو ظلم و هذا لن يكون فى القريب العاجل لتغلل الفساد فى الهيكل البنائى
لمؤسسات الدولة كأحد مخلفات النظام البائد فى المشهد الحالى و ثانيهما أستقبال و
أستيعاب و قناعة برسائل تطمينيه إلى عموم المجتمع بأن الحق قادم لا محالة و أن
مظاهر الظلم تتهاوى مظهر بعد أخرفى وتيرة منتظمة و ثابتة و أن مسيرة الظلم إلى
أنحسار يعقبه زوال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق