الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

هرم السياسية


هرم السياسية

أن الهرم السياسى حول العالم يحتوى على قاسم مشترك فى جميع المشاهد و هذا القاسم يشمل السياسيين و الجمهور فى علاقة من الأخذ و العطاء و التضامن و الأختلاف على أسس من المصالح الأقتصادية التى تخص جماعة بشرية أو مردود أقتصادى على أفراد الجمهور و غالباً ما يكون العامل الأقتصادى مصحوب بأيديولوجيات محدده و قمة الهرم السياسى العالمى نجده فى الولايات المتحدة الأمريكية التى يتعاقب على حكمها أو بالأحرى أدارتها و الحفاظ على مصالحها العليا الحزب الجمهورى ذو النزعة المحافظة و الميل إلى التدين التى قد تصل إلى التطرف فى أقصى اليمين مع نظام أقتصادى رأس مالى يميل إلى الطبقة الرأس مالية و الحزب الديمقراطى الذى يفتح سقف الحريات بلا حدود متخطى المحاذير الدينية و نظام أقتصادى رأس مالى فيه بعض النزعات الأشتراكية و تفاعل الحزبان مع الجمهور يتم من خلال مؤتمرات و أعلام و قد يساهم الفن فيه بصورة سينما أو مسرح و نادراً ما نجد العنف أو الأستقطاب أو حتى المظاهرات و أن وجدت فإنها منظمة بدون خسائر تذكر و التعامل معها حرفى من ناحية قوات حفظ الأمن و النظام لحرصها على المصالح العليا للبلاد و حقوق الأنسان و بدا ذلك واضحاً مع مظاهرات و أعتصامات ( أحتلوا وول أستريت ) .
و فى بريطانيا الدولة التى ليس لها دستور مكتوب حتى الأن و يحكمها التقاليد و الأعراف و صرامة تنفيذ القانون بصورة ناجزة يتداول فيها السلطة و الحفاظ على المصالح العليا للمملكة حزبين كبيرين هما حزب المحافظين و حزب العمال و بها مظاهرات للتعبير عن الرأى و لكنها لا تتم بصورة مطلقة و عشوائية فى أى مكان و بأى عدد و تستغرق أى وقت بل لابد الأخطار المسبق و الحصول على موافقة الدوائر الأمنية بالمكان و العدد و الوقت الذى تستغرقه المظاهرات كما أن حرفية التعامل الأمنى مع العنف و الفوضى ذات كفائة عالية و تصل أحياناً إلى الرمى بالرصاص الحى مباشرة مع من يظن أنهم خارجين عن القانون .
و فى اليونان التى تعصف بها الأزمات الأقتصادية و تضطر فيها الحكومات المتعاقبة سواء أن كانت يمينية أو يسارية إلى سياسات تقشف تثير حفيظة الجمهور الذى يتضرر أقتصادياً و يخرج فى مظاهرات قد تأخذ طابع العنف و الفوضى و خاصة من التيارات اليسارية التى ترعرعت فى كنف الثورة البلشيفيه أو العنصرية النازيه و رد الفعل الأمنى يكون على مستوى نفس العنف و الفوضى .
أما نحن فى مصر فحديثى عهد بالممارسات السياسية فى حضانة حرية وليدة أبان ثورة 25 يناير و السياسة عندنا معلول فيها الأقتصاد و مستنشقة عبق نزاهة و شفافية الأحتكام إلى صناديق  الأنتخابات ممزوجة بعنف فوضى مستوردة و دكتاتورية الأقلية و يبدوا أننا مازال أمامنا طريق طويل لتنمية و تطوير الوعى بالمصالح العليا للبلاد و أختفاء الأنا المطلقة و الشخصنة و تبنى السلوك القويم لممارسة الحريات و تداول السلطة على أساس من تباين السياسات و الأيديولوجيات شريطة أن يكون الحكم للشعب و صندوق الأقتراع و أعتقد لكى يتم ذلك فلابد لنا من خلطة سحرية من مدرجات الهرم الثلاث التى ذكرتها أنفاً عن الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و اليونان أو يبقى السؤال من لديه الوصفة السحرية القابلة للتطبيق على أسس علم نفس سياسى أجتماعى خاصة بمصر لنكون فى قمة الهرم السياسى العالمى ؟

ليست هناك تعليقات: