الأحد، 9 ديسمبر 2012

دماء على درب الثورة


دماء على درب الثورة

أعطنى الكرسى أو نفذ ما أمليه عليك هذا هو لسان حال ما بقى من النظام ليستمر فى مفاصل الدولة بعد أن أنخلع رأسه و لنا فى ذلك صور عدة تضفى على نفسها الشرعية و الصبغة القانونية و منها على سبيل المثال لا الحصر حل مجلس الشعب و الطعن القانونى على قرارات الرئيس .
و الثورة ليست خلع رأس النظام فقط بل التغيير الشامل الكامل لمؤسسة الرئاسة و أستحداث مؤسسات دولة على أسس من النزاهة و الشفافية خالية من كل فساد و دستور يكون أساس لكل ذلك و ما كان الرئيس يتخذ ما أتخذه من أعلانات دستورية إلا حرصاً على المصلحة العليا للبلاد و أستكمال المسيرة الثورية و دخلت البلاد فى نفق أخر غير الشرعية و القانونية  بل هو الصدام المعد له مسبقاً و الأنقلاب على الشرعية و مطالبتها بالرحيل و لو من أقلية لا تريد الأحتكام إلى الصندوق لأنها تعلم جيداً أن نتائجه ليست فى صالحها و نصبت من نفسها واصى عل الشعب و كلمته قبل أن يقولها و يشرع فيها و ذلك لسببين أولهما أن الدستور فى حد ذاته بداية أستقرار و تطهير لمؤسسات الدولة و ثانيهما أقصاء كل رموز النظام البائد عن المشاركة السياسية و صنع القرار لمدة عشر سنوات و كانت بدايات درب الثورة مليئة بالدماء و الأرواح المزهقة و ها هى الكرة تعاد مرة أخرى عند الأتحادية و تعنت من جبهة تسمى نفسها جبهت أنقاذ مصر على نفس المبدأ الذى يبوح بأما أن تعطينا الكرسى أو أن تنفذ جميع أملاءاتنا بمزيج من الفوضى و الضغط فى الشارع الذى يقابله تأييد فى الشارع و هذا فى حد ذاته يجعلنى أقر أن الرئيس سياسى محنك يدير دفة الأمور برشد و أقتدار لا مجاملة و لا نفاق بل هذه هى حقيقة الأمر بنتائجها لأن الضغط و التأزم يثير أنتباه الشارع المصرى و يجعله يساهم فى حل التأزم و هذا ثابت فى شخصية و تكوين المصريين لا يتحركون إلا عندما تصل الأزمات و المشاكل إلى حافة الهاوية و سيكون تحرك الشارع تجاه صناديق الأقتراع بكثافة غير مسبوقة ليضع برأيه نهاية للأزمة و يضفى السلطة الشرعية المستمدة منه سواء بنعم أو بلا ، التأزم يكشف النقاب عن القوى التى تسطر لنفسها تاريخ فى أعلاء المصلحة العليا للبلاد و الحرص على سلامة الوطن و المواطنين و القوى المؤمنة بالشخصنة و تبحث عن مكاسب شخصية لذاتها ، أن هذا المناخ الذى نعيش فيه الأن بقدر ما هو عصيب صعب به نتائج سلبية لا نحبها و لا نريدها فينا و بيننا بقدرما هو ميلاد لنظام ديمقراطى يرسخ قواعد شعبة لقوى سياسية و يسحب من رصيد قوى سياسية أخرى و السلبيات التى يجب علينا جميعاً أن نعالجها فيما بيننا بدت فى العنف و الفوضى و القتل و أراقة الدماء و هذا ما يجب على المجتمع النظيف الذى يتطلع لغد أفضل أن يقف لكل تلك الصور بالمرصاد و محوها تماماً من قاموس حياتنا سواء أن كانت السياسية أو الأجتماعية كما أن أساليب ممارسة السياسية يجب أن تكون بمنهجية المفاوضات و الأخذ و العطاء و الوقف عند منتصف الطريق بالأتفاق لأن الأختلاف لن يسمح لكل منا التنازل الكلى الشامل عن ما نريد و خاصة إذا كانت تدعمه شرعية أو أغلبية ، آداب الممارسة تدعونا إلى  التعفف فى الألفاظ و التعبيرات و التنزهه عن السقوط و الأنحطاط لأن ذلك يولد الضغائن و الأحتقان و قد يسبب فى أنفلات حماس الشباب و يقع ما لا يحمد عقباه و يشوه صورتنا و يترك فينا الأسى و الحسرة و أننى كلى أمل فى غد أفضل أراه قريب و ستنقشع الغمة بعد أن يفقد فساد النظام الأمل فى أى موطأ قدم له فى مصرنا جزاء له على ما أرتكب فى حق مصر و المصريين فى الأيام الخاليه .

ليست هناك تعليقات: