الأربعاء، 6 يوليو 2016

تنفيذ القرار و ما يسبقه





تنفيذ القرار و ما يسبقه
 Picture 026.jpg
أننا نعيش في عالمنا اليوم تنفيذ قرارات تتنافى مع أدنى المعاير  القويمة و المنطق السليم ؛ و لعل من أبرز القرارات التي تنفذ من هذا النوع كفعل هو قيام شاب في مقتبل العمر بتفجير نفسه ليقتلها و يقتل معه أخرين آمنين مطمئنين أبرياء لم يبارزوه العداء  ؛ و  كرد فعل لهذا الفعل نجد الإدانة و الشجب و الاستنكار و الاستهجان و قد يصل الأمر إلى السب و اللعن و الشتم .
و إذا ما أعملنا الفكر و العقل و المنطق و التحليل لكلاً من الفعل و  رد  الفعل نجد أن صاحب الفعل أحد أمرين  أولهما غض غرير مقبل على الروحانيات و التواصل مع القوى المطلقة التي أبدعت هذا الكون الفسيح المترامي الأطراف  و  أوجدته في هذا الكون الذى يدرك أنه فيه ضعيف أو أقرب إلى الصفر في المعادلة و يفتقد صاحب الفعل مجتمع و قيادة مجتمعية توجه و ترشد إلى القويم السليم و عوضاً عن ذلك تتلقفه عصابات معطوبة الفكر و المنطق تبحث عن حيثية وجود و سلطة تسلط و جبروت مهاب الجانب في هذا العالم و تقوم بالسيطرة على فكره و عقله و روحانياته و توجهه حتى يستسيغ قتل نفسه و قتل الأخر معه . ؛ و الأمر الثاني أن يكون هذا الشاب صاحب الفعل في بداية شأنه سوى مقبل على الحياة طموح يتناغم في فكره و عقله الآمال و الأحلام الوردية و لكنه يصدم بمجتمع و قيادات مجتمعية تنتزع منه كل ذلك و تكلمه في ذويه و المقربين إليه و الأصحاب و الأحباب فيتحول إلى كتلة متأججة من الحقد و الكراهية و النقمة فيقدم على تنفيذ قرار الانتقام اليائس من كل شيء فيقتل نفسه و يقتل الأخر معه .
و  رد الفعل بالإدانة و الشجب و الاستنكار و الاستهجان و السب و اللعن و الشتم فيه الكثير من السذاجة و أن كان يسلط الضوء على مشكلة  ما  و  الاجدر برد  الفعل أن يكون دراسة تحليلية دقيقة على أسس أكاديمية تحدد منافذ الثغرات التي يولد منها شاب قاتل لنفسه و قاتل للأخر   في تفجير  أو ما نطلق عليه  " أرهاب  " .
و رؤيتي الخاصة  تحمًل المجتمع و القيادات المجتمعية الجزء الأكبر في ميلاد هذا النوع من الأرهاب و تغوله و أنتشاره حتى صار عالمياً و ليس مقصور على مكان محدد  و ما يجب عمله كرد فعل و بكل جد و همة  على وجه السرعة هو أطلاق العنان في كل أفق و في كل أتجاه لعلماء الدين للتعريف بصحيح الدين و الروحانيات التي لا تبيح القتل إلا في حدود معروفة مشرعة و مقننة  و يجب على علماء الدين أن ينزلوا من على كراسيهم العاجية و يختلطوا بالنشأ و يحتوهم و يشبعوا نهم رغبتهم في المعرفة القويمة و السليمة لصحيح الدين ؛ و على جانب أخر يجب على القيادات المجتمعية توخى الحذر و الحيطة من استفحال المظالم بقطع الطريق عليها ببتر كل بيئة تسمح بظهورها أو تكون مهد لاحتضان عتاة  الظلمة و بدلاً من قهر الضعفاء و المستضعفين يعملوا على عقد وشائج  ود  و  حب  بين طبقات المجتمع التي و بدون شك فيها تباين  في مستويات المعيشة و الحظوظ من الحياة التي يطمح إليها الأنسان و يتمنها لنفسه  . ؛ و إذا ما تمت هاتان الخطوتان السابقتان بمصداقية و نجاح فإننا سنلحظ تراجع أحد أبرز مظاهر الأرهاب .

ليست هناك تعليقات: