الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

المعتدى يقنن للمعتدى عليه

المعتدى يقنن للمعتدى عليه

إذا ما نظرنا بعين الحقيقة إلى مجريات الأحداث فى بر مصر المحروسة نجدنا فى مشهد مستمر على مدار ثلاث سنوات لشعب ثائر على أوضاع خطأ و ينشد حقه فى الحياة أسوة بالشعوب الحرة المتقدمة و أن جوهر الثورة على نظام حكم عسكرى بوليسى مخابراتى قمعى ظالم مسخر للبلاد و العباد لسيادته و يتضجر من عدم رضا الشعب بالفتات و ما يراه لهم من نظم و أسليب للأدارة الدولة و العيش و الرؤية السياسية .
و إذا نظرنا لهذه اللجنة المسماة بالخمسين فنجدها أفراز لوضع باطل معتدى على شرعية رأها الشعب لمدة عام ثم أختطفت و أخفيت قصراً و قهراً و القاعدة الفكرية تقول ما بنى على باطل فهو باطل و القاعدة الديمقراطية تقول ما لم يختاره الشعب ليمثله فى أدارة بلاد أو تعديل أو وضع دستور فهو غير شرعى و مسلط قصراً على الشعب و كل ما ينتج عنه يساوى العدم .
و نستمر فى متابعة هذه الخمسين و ما تجئ به من باب أحسان الظن و مراعاة أن البلاد فى ظروف أستثنائية إلا أننا نجدها : -
- تخص المؤسسة العسكرية بتسير أمورها ذاتياً دون تدخل من أى كائن كان سواء فى أختيار رأسها أو محاكمة أفرادها قضائياً و هى أحدى مؤسسات الدولة و هذا يتنافى مع ما هو معمول به فى الدول الحرة المتقدمة للأن المؤسسة العسكرية فيها خاضعة لمن بيده أدارة البلاد و قادم بأختيار شعبى .
- لم تتعرض للأنشطة الأقتصادية للمؤسسة العسكرية التى صلب مهامها قتالية للدفاع عن الوطن و ترابه لا العمل فى ما هو أقتصادى وهذا يصطدم ما هو مطلب شعبى فى تحسن الأحوال الأقتصادية للبلاد لأن المؤسسة العسكرية تسيطر بشكل مباشر على 40% من أقتصاديات البلاد و بشكل غير مباشر على ما يفوق 10% من الأقتصاد المصرى .
- تخضع المدنيين الذين هم عموم الشعب المكون من 90 مليون نسمة لمحاكمة عسكرية و هى مؤسسة عاملة قوامها لا يزيد عن 160 ألف ضابط و صف ضابط ؛ و من حالات المحاكمات العسكرية الأحتكاك بمنشأت أقتصادية عسكرية و هى بهيئتها معتدية على أقتصاد الشعب . 
و نخلص أن هذه الخمسين ما هى إلا لسان حال معتدى يقنن لمعتدى عليه هيئة حياته و سياساته و أقتصاده و مستقبله و يبقى الوضع على ما هو عليه بل أسوأ مما كان قبل 25 يناير 2011 و لا داعى للثورات و لا للمطالبات لأنها درب من العبث و النفخ فى قرب مقطوعة و ستظل مصر المحروسة كما كانت و كما هى دون تغيير أللهم إلا إلى الأسوأ فمن يقول نعم و يقبل الأقرار بما جلبته الخمسين أو التفاعل معه و الأعتراف به ؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: