الخميس، 5 ديسمبر 2013

الشعوب و السياسيين

الشعوب و السياسيين

إن الشعوب نخب و عامة تتصف بهوية و أنتماء و إذا ما نضجت الشعوب كانت هويتها و أنتمائها توضع فى خانة وجوب الدفاع عنها  بلا تحرج أو خشية لما تتمتع به من حريات و ديمقراطيات و لا محذورات على الرأى أو الفكر أو الطباعة أو النشر ؛ أما إذا كان الشعوب غير ناضجة و يشوب وعيها تغييب و ترهيب فى غياب الحريات و الديمقراطيات و التشديد على حذر الرأى و الفكر و المطبوع و المنشور من سلطات السياسيين المهيمنين على البلاد فتجد الدفاع عن الهوية و الأنتماء فيه حذر وسياق للمبررات المقنعة و المستعطفة لقدسية الرأى فى قضية الهوية و الأنتماء و لا يقوم بذلك إلا مغامر جسور جند نفسه فدائى فى وطن عز أن تجد فيه مقاتل وفى يحمى حياضه .

و السياسيين لا يتخذون القرارات و لا يقومون بالفعاليات إلا منطق المصلحة و المكسب و الخسارة بأبعاد أستراتيجية لحساب الأوطان  إذا كانت  شعوبهم ناضجة واعية حرة أو لحساب أنفسهم و كرسى العرش إذا كانت الشعوب غير ناضجة أو مغيبة و مقهورة .

و فيما يخص قرار برافر الصهيونى العنصرى المغتصب لصحراء النقب و الذى يزمع أنتزاع 800 دونم من أراضى السكان الأصليين البدو العرب فإننا نسمع و نرى 50 شخصية بريطانية من النخبة تمارس فعليات مجتمعية بريطانية و سياسية فى نفس الوقت لتحث صناعى السياسية فى بريطانيا للوقوف دون تنفيذ هذا القرار تحت بند لطيف أسمه حقوق الأنسان و إذا غصنا أعمق من ذلك فى هذه الممارسات و الفعاليات نجد أن النخبة البريطانية تدرك تمام الأدراك أن بريطانيا هى العامل الأساسى فى نكبة الفلسطينيين و العرب و المسلمين و لا يردون توسيع هوة هذه النكبة بل يريدون تجميل صورة بريطانيا لأنهم يدركون أن صحوة العرب قادمة و دفع فاتورة الحساب شئ لابد منه هذا و أن الدراسات الأستراتيجية تعطى مؤشرات قوية بزوال دولة الكيان الصهوينى خلال عقدين على أكثر تقدير و أن مصالحهم فى الشرق الأوسط ستضرر و لابد العمل على أبقاء شعرة معاوية ؛
أما مصر و الأنظمة العربية فهى بشهادة د. عمرو موسى و سمو الأمير سعود الفيصل معاً فى أحد مؤتمراتهم الصحفية لجامعة الدول العربية كانت بالحرف الواحد أن قرارات جامعة الدول العربية و الأنظمة العربية لم ترتقى إلى مطالب و تطلعات و طموحات الشارع العربى و هذا يفتح لى الباب لأسأل سؤال منذ متى كانت الأنظمة العربية مجتمعة تعمل لصالح الشعوب العربية  ؟ مع أنها تتفانى و تقدس خدمة المصالح الغربية و الصهيوأمريكية دون تحرج أو مواربة .
و هنا نستطيع أن نقول أن النخبة البريطانية و السياسة البريطانية تولى موضوع قرار برافر أهمية لأنهم يشكلون دولة ناضجة واعية حرة ديمقراطية تعرف مصالحها و تتحسسس الطريق إلى مستقبلها ؛ و العرب النقيض ثم النقيض ثم النقيض و لن تجد لقرار برافر أثر لا فى مصر و نخبتها و مثقفيها و لا فى أى بلد عربى بل قد الفلسطينيين أنفسهم بين معارض مؤيد أو يدعى الطرش و الصمم و العمى  .

ليست هناك تعليقات: