الجمعة، 11 يناير 2013

أحملكم أمانة


أحملكم أمانة

أنه عام 1978 فى مدرج 1ب كلية العلوم جامعة المنصورة و جميع دفعات كيمياء جيولوجيا و فيزياء جيولوجيا و جولوجيا عامة و جميع أساتذة قسم جيولوجيا و على رأسهم الأستاذ الدكتور زكى زغلول المتخصص فى الجيولوجيا الأقتصادية بصفة عالمية تلامذة فى أنتظار محاضرة دكتور زائر أسمه الأستاذ الدكتور عبده شطا ليسمعوا منه و يحملهم أمانة و يبدأ الدكتور شطا محاضرته لقد خرجت لتوى من السجن بعفو من الرئيس السادات بعد أن سجننى عبد الناصر و رجال مجلس قيادة الثورة أبان هزيمة 1967 و ذلك لأننى أستاذ متخصص فى الصخور الرسوبية و الأنهار السطحية و الجوفية و من خلال أبحاثى و مراقباتى و متابعتى لأحوال الطقس و المناخ لسلسلة من الأرصاد الجوية أستطعت أن أقرر أن سيناء تتعرض لسيول تقدر بمليارات من الأمتار المكعبة من الماء العذب بمعدل كل 7 سنوات و مع هذا سيناء صحراء حفرة جفرة تندر فيها الحياة علاوة على أنها بوابة مصر الشرقية عبر التاريخ و لدينا الأن عدو أستراتيجى يرمح فيها سواء فى 1956 أو 1967 و تمكن من أحتلالها و أستنزاف ثرواتها طوال ستة سنوات بعد أن مسحها بالكامل جيولوجياً فى العام الأول  للأحتلال و لكن إذا كان هناك عوائق مثل غابات من النخيل أو الزيتون الذى تتميز به سيناء عن جميع أراضى الكون فإن هذه الغابات ستكون عائق لجيوش الصهاينة و هذه الغابات تحتاج إلى ماء و المياة السطحية لا تكفى لهذا الغرض و أكثر فائدة ممكنه لها هو الرعى و لكن إذا علمنا أن المياه الجوفية التى تمر من منطقة نويبع منطقة السيول الغزيرة إلى الشمال فى العريش عبر وادى العريش متخلله طبقات من الصخور الرسوبية المنفذه للماء كطبقات الحجر الرملى و الحجر الجيرى و الحجر الرملى النوبى و الببلز و يمكنكم الأطلاع على التتابع الطبقى لهذه المنطقة من خلال خرائط جيولوجية مستمد معلوماتها من آبار محفورة على أبعاد متفاوته و مياة هذا النهر الجوفى التى تقدر بمليارات الأمتار المكعبة كلها تصب فى بحيرة البردويل و البحر الأبيض المتوسط دون الأستفادة منها أو أستغلالها و لكن إذا قطعنا وادى العريش جنوب مدينة العريش عرضياً و حفرنا لأعماق لنضع عوائق من صخور نارية و هى متوفرة فى كاترين فإن الطبقات المنفذة للماء لن تجد إلا صعود الماء مع الأعوام لنرى أن وادى العريش بالكامل يتحول إلى نهر لأغراض الحياة و الزراعة و خاصة منطقة الحسنه التى تتمتع بأراضى خصبة حسب تقارير علماء كيمياء الأراضى فى كليات الزراعة و حينما عرضت فكرة سد وادى العريش على مجلس قيادة الثورة 1964 كانوا يستهزأون بى و ينهرونى و كنت أدافع بحماس عن علمى و أبحاثى و لما حدثت النكسة كان الأمان لهم هو سجنى و لكننى شارفت على الرحيل من الدنيا و جئتكم اليوم أحملكم الأمانة لتصنعوا بها الخير لمصر التى تستحق منا كل ما نملك و أن لم تستطيعوا فبلغوا من بعدكم و هنا سمعت أحد الكاترة يهمس إلى زميل له دمث الخلق كان يعاوننا فى تحصيل العلم و لكنه مضى 8 سنوات فى أعداد الماجستير مع تسهيلات له بالبقاء فى سلك التدريس دون أو يحول إلى وظيفة أدارية و كانت كلمات الدكتور مذهلة لى لزميل دفعته هذا << أحمد الله يا عبد العزيز لأنك لم تسجن و مازلت بيننا فى أسطف التدريس >> و لعبد العزيز هذا قصة سأرويها لاحقاً .

ليست هناك تعليقات: