الجمعة، 23 سبتمبر 2016

178

178
Picture 026.jpg
anally18.rssing.com/chan-9907037/latest.php

مواطنون و سلطة ..............
 المواطنون المصريون و نسيجهم الاجتماعي  كان واضح للعيان و الشهود و موثق في أول 18 يوم من ثورة 25 يناير 2011 فلا فرق بين إيديولوجيات مختلفة و لا تباعد بين الديانات المتواجدة على بر مصر المحروسة فالجميع كان في تألف يفترشون الأرض و يلتحفون السماء مع قسوة برد الشتاء و المسيحي و المسيحية  يصبون ماء الوضوء على المسلمين في أوقات صلاتهم و يحرسونهم ؛ و كانت النقطة الفارقة الأولى في تشتيت جموع الثوار أحداث ماسبيرو و دهس مينا دنيال و رفاقه 25 تحت عجلات المدرعات و  وفاة البابا شنودة في ظروف علاجية غامضة و جاءت السلطة التي كمنت حتى تمر أحداث ثورة 25 يناير 2011  لتمارس أسلوب بعد 30/6 يبرز أن جموع مواطنين مصر ينضون تحت مؤسسات مسيسة موالية للسلطة و كان ضمن هذه المؤسسات الكنيسة الأرثوذكسية التي صور بعض أهلها و أصحاب السلطة أن قيامها بمهام سياسية بجوار وظيفتها الروحية ؛ لكن المسيحي المثقف المتدين  يعلم تمام العلم أن مؤسسات المجتمع المدني و النقابات و الجمعيات الأهلية هم المنوط بهم شئون الحياة اليومية للمواطن و أن الكنيسة مهمتها روحانية و لذا كان بيان أقباط مصر من المثقفين الواعين الذى كان عالي الدبلوماسية في احترام الشخصيات المعنوية التي تمثل الدولة المصرية و تستنكر عليها و على الكنيسة أن تكريمهم أو الحفاوة بهم من خلال العمل الكنسي لأن له بعدان مرفوضان شكلاً و موضوعاً الأول قدسية دور الكنيسة الذى يجب أن يكون بعيد عن السياسية الثاني أن المواطنين الأقباط لا ينحصر تمثيلهم في الكنيسة كمؤسسة دينية إذا ما كان الأمر متعلق بالسياسة و شئون الحياة ؛ و على وجه العموم مواطنو مصر ليسوا مؤسسات بقدر ما هم شعب كل فرد فيه له رؤية و له وجهة نظر و أن اختلفت فإنها تثرى الحياة اليومية و السياسية أما المؤسسات المطوعة  تهميش لشعب و ترسيخ لدكتاتورية و تجريف لكيان دولة .

الربيع العربي مازال ناضراً ................ 
من الخطأ أن نقول أن الربيع العربي أضحى خريفا أو خسر لأن من أهم مميزات هذا الربيع كسر حاجزي الصمت و الخوف و كلاهما أسسا قوى لكل حراك و أي حراك ممكن ؛ و الصحيح القول أن الثورات يرافقها ثورات مضادة و لآن الثورات غير متمرسة في سلطة و لا سياسية و لا تجيد التحكم و السيطرة لطبيعة الثورات التي تتكون من نسيج متباين من شعب واحد في كيان غاضب هادر فهذا كله يجعل الثورات تواجه عثرات بل و في بعض الأحيان تطهر الثورة نفسها من معوقاتها و خلاصة القول أن الربيع العربي مازال قائماً و مستمراً حتى و أن تضخمت أساليب و وسائل احتوائه أو القضاء عليه أو النيل منه ليخسر في نطاق أو أخر و شاهدي استمرار سوريا على الثورة و نهجها رغم كل الأرواح و الدماء المدفوعة و الخراب و الدمار المطبق على كبريات المدن و تحول الشعب السوري إلى شعب لاجئ أو معوز و ذو حاجة و نجد ذلك أيضاً بدرجات أخرى في اليمن و ليبيا  و بشكل يتناسب مع طبيعة شعب و حضارته و ثقافته كما في تونس و مصر و إذا قرأنا تاريخ الثورات و الحس الثوري الساري في شعب كبير العدد نسبياً فيكفيا الثورة الفرنسية التي امتدت لأكثر من 18 عام حتى استقرت فرنسا في جمهوريتها الأولى و دائماً القول الفصل يكون للشعب و لا يكون أبداً للطبقات الحاكمة مهما كان لديها من سلطات و وسائل و جوانب سيطرة و هيمنة و قوة لأن الشعوب هي الأكثر عدداً و الطبقات الحاكمة لا تتجاوز أعداد قليلة بالنسبة لشعب .

ليست هناك تعليقات: