178
anally18.rssing.com/chan-9907037/latest.php
مواطنون و سلطة ..............
المواطنون المصريون و نسيجهم
الاجتماعي كان واضح للعيان و الشهود و
موثق في أول 18 يوم من ثورة 25 يناير 2011 فلا فرق بين إيديولوجيات مختلفة و لا
تباعد بين الديانات المتواجدة على بر مصر المحروسة فالجميع كان في تألف يفترشون
الأرض و يلتحفون السماء مع قسوة برد الشتاء و المسيحي و المسيحية يصبون ماء الوضوء على المسلمين في أوقات صلاتهم
و يحرسونهم ؛ و كانت النقطة الفارقة الأولى في تشتيت جموع الثوار أحداث ماسبيرو و
دهس مينا دنيال و رفاقه 25 تحت عجلات المدرعات و
وفاة البابا شنودة في ظروف علاجية غامضة و جاءت السلطة التي كمنت حتى تمر
أحداث ثورة 25 يناير 2011 لتمارس أسلوب
بعد 30/6 يبرز أن جموع مواطنين مصر ينضون تحت مؤسسات مسيسة موالية للسلطة و كان
ضمن هذه المؤسسات الكنيسة الأرثوذكسية التي صور بعض أهلها و أصحاب السلطة أن
قيامها بمهام سياسية بجوار وظيفتها الروحية ؛ لكن المسيحي المثقف المتدين يعلم تمام العلم أن مؤسسات المجتمع المدني و
النقابات و الجمعيات الأهلية هم المنوط بهم شئون الحياة اليومية للمواطن و أن
الكنيسة مهمتها روحانية و لذا كان بيان أقباط مصر من المثقفين الواعين الذى كان
عالي الدبلوماسية في احترام الشخصيات المعنوية التي تمثل الدولة المصرية و تستنكر
عليها و على الكنيسة أن تكريمهم أو الحفاوة بهم من خلال العمل الكنسي لأن له بعدان
مرفوضان شكلاً و موضوعاً الأول قدسية دور الكنيسة الذى يجب أن يكون بعيد عن
السياسية الثاني أن المواطنين الأقباط لا ينحصر تمثيلهم في الكنيسة كمؤسسة دينية
إذا ما كان الأمر متعلق بالسياسة و شئون الحياة ؛ و على وجه العموم مواطنو مصر
ليسوا مؤسسات بقدر ما هم شعب كل فرد فيه له رؤية و له وجهة نظر و أن اختلفت فإنها
تثرى الحياة اليومية و السياسية أما المؤسسات المطوعة تهميش لشعب و ترسيخ لدكتاتورية و تجريف لكيان
دولة .
الربيع العربي مازال ناضراً ................
من الخطأ أن نقول أن
الربيع العربي أضحى خريفا أو خسر لأن من أهم مميزات هذا الربيع كسر حاجزي الصمت و
الخوف و كلاهما أسسا قوى لكل حراك و أي حراك ممكن ؛ و الصحيح القول أن الثورات
يرافقها ثورات مضادة و لآن الثورات غير متمرسة في سلطة و لا سياسية و لا تجيد
التحكم و السيطرة لطبيعة الثورات التي تتكون من نسيج متباين من شعب واحد في كيان
غاضب هادر فهذا كله يجعل الثورات تواجه عثرات بل و في بعض الأحيان تطهر الثورة
نفسها من معوقاتها و خلاصة القول أن الربيع العربي مازال قائماً و مستمراً حتى و
أن تضخمت أساليب و وسائل احتوائه أو القضاء عليه أو النيل منه ليخسر في نطاق أو
أخر و شاهدي استمرار سوريا على الثورة و نهجها رغم كل الأرواح و الدماء المدفوعة و
الخراب و الدمار المطبق على كبريات المدن و تحول الشعب السوري إلى شعب لاجئ أو
معوز و ذو حاجة و نجد ذلك أيضاً بدرجات أخرى في اليمن و ليبيا و بشكل يتناسب مع طبيعة شعب و حضارته و ثقافته
كما في تونس و مصر و إذا قرأنا تاريخ الثورات و الحس الثوري الساري في شعب كبير
العدد نسبياً فيكفيا الثورة الفرنسية التي امتدت لأكثر من 18 عام حتى استقرت فرنسا
في جمهوريتها الأولى و دائماً القول الفصل يكون للشعب و لا يكون أبداً للطبقات
الحاكمة مهما كان لديها من سلطات و وسائل و جوانب سيطرة و هيمنة و قوة لأن الشعوب هي
الأكثر عدداً و الطبقات الحاكمة لا تتجاوز أعداد قليلة بالنسبة لشعب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق