السبت، 14 سبتمبر 2013

إلى متى ؟

إلى متى ؟

لقد كان من مظاهر الديمقراطية المزيفة أن يسمح للعموم و النخبة بالتحدث كيفما أرادوا و فى أى موضوع يشاءون و لكن كافة الأمور و تسيرها فى قبضة الجهات السيادية يحركونها حسب برامجهم الخاصة و رؤيتهم الذاتية لا يشاركهم فيها أى أحد أو أى صفة سواء أن كانت حزبية أو جماعات أهلية ؛ و لكن أمام ثورة 25 يناير تراجع كل شئ حتى شكليات ممارسة السلطة و أصبح الرأى مؤثر و فاعل و الحقائق يمكن كشفها و أطلاع الناس عليها و تبين عجز الأعلام المصرى ( وزارة الحقيقة ) لأسباب داخلية نابعة من تكوينها المبنى على الواسطة و المحسوبية و أستبعاد الكفاءات و تسلط محدودى الفكر و الخبرات على أسلوب العمل و لما كان الأعلام رمادى يغلف الكذب أو الإيديولوجية بحرفية لتمر بسهولة إلى عقول و أفكار المتلقين و تستقر فى اليقين لتكون رأى عام و فكر عام نجد فشل الأعلام المصرى أمر واقع إلا مع بعض شرائح المجتمع ذات الوعى المحدود أو ذات الميول و الأتجهات و المصالح المتوافقة مع أسياد هذا الأعلام و فى المقابل يقوى عود الحقائق بالفاعليات المناهضة للأعلام المصرى الفاشل و ينسحب البساط من تحت أرجله و من تحت أرجل أسيادة و خاصة مع الأعلام العالمى الحرفى المميز و يبقى الأختطاف الفعلى للسلطة و ممارستها و هنا يسجل الشعب بعمومه مناهضة دون ذلك مما سيجبر أسياد الأنقلاب إلى الرضوخ للشعب مهما علا صراخ الأعلام المصرى و لا وفاق يمكن أن يمر مع الأنقلابيين على حساب دم مهدر و أرواح أزهقت فقد صنع مختطفى السلطة سد منيع يحول بين تمتعهم بها و الأستمرار فيها بأفكارهم الأمنية القمعية التى تطيح بهم بدلاً من أن تثبتهم و تستقر بهم فى السلطة لأن الأفكار و المعطيات و الفعاليات فى 2013 تختلف تماماً عما كانت فى 1949 حينما كتب جورج أورويل روايته التى تصور فيها أن وزارة الحقيقة ( الأعلام ) يمكنها سلب الناس عقولهم و تفكيرهم كما تخيل أن الوفاق ممكن على فرضية أن السادة المدلسون الكذابون يمكنهم أجبار كل شرائح و قطاعات الشعوب على الوفاق لمجرد أنهم يريدون ذلك فإلى متى ستظل الجهات السيادية و المصادر الموثوق منها يتردد تصريحاتهم فى أبواق الأعلام ؟ أننى أعتقد أن ذلك سيستمر حتى يتم أزاحتهم لأن كل تصريح لهم يكشف النقاب عن حقائقهم و يعجل بأزاحتهم .

ليست هناك تعليقات: