الخداع الأكبر
الخداع الأكبر
========
أن حقيقة مجريات الأحداث السياسية عموماً فى العالم العربى تدار
بأسلوب مخابراتى يمتهن السيطرة و التوجيه للرأى العام و المزاج العام
للشعوب لخدمة كراسى أو عروش مع مراعاة الأفساح لمجال قبول مصالح القوى
الكبرى فى العالم بمنطقة الشرق الأوسط و أستمرارية تواجد الكيان الصهيونى .
و بمراجعة ثورة 25 يناير 2011 فى مصر نجد أن جميع أطياف الشعب المصرى
أجتمعت 18 يوم على أسقاط نظام فاسد أذاقهم الويلات و المرار و لم يعبر عن
طموحاتهم و توجهاتهم و هويتهم و هذا النظام كان طوال ستة عقود يخرج من رحم
المؤسسة العسكرية المترسخ فيها أن العسكرى يقود و لا يقاد يعطى الأوامر و
لا يتلقى أوامر يرتع فى نعيم و خيرات البلاد بلا حدود أو أى أعتبار لعموم
الشعب فما كان من المجلس العسكرى الذى هو واجهة المؤسسة العسكرية قد عمل
على أن يقود و يمتص هذه الثورة السراية فى وجدان الشعب المصرى منذ 1978 و
قد أمتصاصها آن ذاك بقتل الرئيس الراحل أنور السادات أما الأسلوب الذى
أتبعه فى 2011 هو مناقشة و محاورة أطياف الثورة و قد سمعنا ذلك من جنرالات
المجلس العسكرى الذى كان يسخر من مكونات الثورة التى ليس لها زعامة . و بدأ
التعامل مع كل طيف بصورة تخصه و كان أول التعاملات مع النصارى فى ماسبيرو
بالقتل و الدهس و كان هذا الأسلوب كفيل بوفاة البابا شنودة و هنا عندى ريبة
و شك فى وفاته و قدوم البابا تواضروس الذى وضع للكنيسة منهج إذا كان
الشيطان هو المؤذى فلنعبده للننجوا و نحفظ الأمان لرعايا الكنيسة و عليه
كانت الكنيسة و رعاياه أداة طيعة فى يد العسكر مع الأحتفاظ ببعض الرموز
لتحفظ للنصارى خط رجعة مع باقى أطياف الوطن إذا تغيرت الأمور ؛ و كان
التعامل مع الشباب و الليبراليين و العلمانيين فى محمد محمود و مجلس
الوزراء بأسلوب العصى و الجزرة و تم أحتوائهم بهذا الأسلوب و بقى اليتار
الأسلامى و على رأسهم الأخوان المسلمين الأقوى و الأكثر تنظيماً فتم منحهم
السلطة صورياً و لمدة محددة سلفاً مع تجهيز وسائل و أساليب أفشالهم لتكون
صورتهم النهائية أنهم لا يصلحون و شيطنتهم لكى تمارس عليهم وسائل القمع و
العنف و القتل و السجن و أقصائهم من المشهد ليبقى العسكر هم السادة و أهل
الأدارة و لكن الواقع ينطق بأن الشعب لن يقبل بالعسكر لا من قريب أو بعيد و
سيظل فى صراع سلمى مع هذه المؤسسة التى فقدت مصداقيتها بأول قتيل سلمى
أعزل لا يملك غير حنجرته برصاص جيشه و شرطته التى يفترض فيها أنها تحميه و
ترعاه كما أن أطياف ثورة 25 يناير بدأت تفيق من حبائل فرق تسد التى تمارس
عليهم قرابة السنوات الثلاث و ستلتئم وشاج أطياف الثورة مرة أخرى محدد
أمامها من الذى يتسلط عليها و يسرق منها قرارها و شرعيتها و أرادتها و
أستخدم كل الوسائل لتظل مصر دولة دون مقومات دولة و مؤسسات حكومة تدير
البلاد كما تدار الديمقراطيات الحرة فى العالم المتحضر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق