الخميس، 15 يناير 2015

الأدارات و أسلوب التفكير

الأدارات و أسلوب التفكير
Picture 026.jpg
عندما تذكر سيناء أتذكر أستلام العريش و ما دار من أحاديث بين مديريين مؤسسات الدولة المصرية و على رأسهم آنذاك البلتاجى و مشايخ القبائل و خاصة فى الشيخ زويد و المساعيد و كان خلاصة الحديث أن الأدارة الصهيونية فى فترة الأحتلال أستقطبت عدد كبير من سكان سيناء الذين لا مورد رزق لهم إلا صيد الأسماك و الرعى و النادر من الزراعة على مياه الأمطار التى لا تأتى بكميات وفيرة إلا كل سبع سنوات فما كان من الصهاينة إلا تحديث قوارب الصيد و أضافة المواتير لها بدلاً من المجاديف و منح أهل الرعى مأونات عيش ليتصبروا و يتجلدوا على شظف عيشهم و تستقطب أولادهم للعمل فى تل أبيب بأجور شبه خيالية و هنا كان تعليقات ترن فى أذنى من مشايخ كبار فى السن يعرفون جيداً الأدارات المصرية و يدركون ما عايشوه مع الأدارات الصهيونية و كان قول أحدهم أنه ليسعدنا أن نعود إلى حضن الوطن الأم مصر الغالية و لكنى أخشى من عقم الأدارة المصرية التى ستجعل السواد الأعظم و خاصة الشباب أن يكفرون بيوم التحرير و العودة لمصر بعد أن ذاقوا طعم الحياة الرغدة السهلة مع الصهاينة .
و بنظرة عامة على سيناء نجد سكانها يعتقدون أنهم أصحاب أرضها و لكنهم فى حقيقة الأمر لا يمتلكون فيها شئ مما يجعلهم يعيشون حالة يسوغ لى أن أوصفها  بأنها أنفصام مواطنة و أنتماء ؛ كما أن الأدارة المصرية لم تهتم بمشاريع تنمية و سبل عيش كريم على الأقل فى مستوى ما تركهم عليه الصهاينة فى حين المطلوب أن يكون أفضل ؛ و بالتالى نجد المواطنين فى سيناء أمتهنوا البلطجة أو تجارة المخدرات أو التهريب و هذا تطور طبيعى مع أهمال الأدارة المركزية فى القاهرة لهم ؛ فالبلطجة و فرض الأتاوات نستطيع أن نسأل عنها الدكتور حسن راتب الذى يدفع لتستمر اسثماراته فى مصانع الأسمنت و قرية سما العريش و جامعة سيناء و أرجو أن يخبرنا بالحقائق ؛ أما المخدرات فهذا معلوم و منشور من الداخلية بل و يستشرى فيه فساد الداخلية نفسها ؛ و التهريب فهذا معروف و كان مغمض عنه العين عن رضا و تحصيل معلوم فاسد لأدارات فاسدة فى الدولة لعقود بالرغم من أنه فيه أتجار فى البشر و الرقيق الأبيض و تخريب للأقتصاد المصرى و سرقة سلع مدعمة و الأكثر ضرراً فى سيناء و خاصة فى المنطقة الحدودية رجال دحلان الفارين من قطاع غزة بعد أن فشلوا فى أقتناص القطاع من حماس و ليس لهم غير أعمال البلطجة و أستخدام السلاح و عددهم ليس بقليل ؛ كما أن أقل نفق للتهريب يتكلف 650 ألف جنيه فهو عبارة عن أستثمار و ثروة و مصدر رزق من منْ يقومون بحفره و أدارته .
فهل تعالج مشكلة سيناء بأسلوب أمنى و الأمن و رجاله فى مرحلة طويلة من عمر المشكلة حاضنين و مطورين للمشكلة ؟
أم ان المشكلة تعالج بأسلوب سياسى أقتصادى أصلاحى فى السلوك و نمطية المعيشة و هيئتها ؟
أن معالجة المشكلة بأسلوب أمنى فيه أهدار لدماء المصريين سواء أن كانوا أشراف أو أشرار على حد سواء بل و أن أستمر العلاج على هذا النحو قد نصل فى وقت ما إلى أنهيار المؤسسة الأمنية و الجيش معاً لأن المواجهة قريبة الشبه لمواجهة طواحين الهواء و تغطيتها أعلامياً تستغل لفوبيا وهمية لدى السلطات و الأعلام سرعان ما سينكشف زيفها و تتجلى الحقائق و علاج المشكلة الأن بأسلوب سياسى أقتصادى و أصلاحى صعب لتهرء أقتصاد الدولة التى يجب أن تضخ أموال دون أن تنتظر عائد و تصل عرفياً إلى صلح فى دماء سواء أن كانت بريئة أو شريرة لم تدان بصورة عرفية مقبولة لدى المجتمع السيناوى ؛ و لا نملك غير الأنتظار ومتابعة الأحداث عن كثب لنرى هل تتطور الأدارات فى مصر أو أنها مثل الغبى الذى يسلك نفس السلوك تكراراً و يريد بذلك أن يحصل على أفضل النتائج على الرغم من أن هذا السلوك قاتل مدمر لا يأتى  بأى نتيجة .

ليست هناك تعليقات: