الثلاثاء، 20 يناير 2015

أتت الريح بما لم تشتهى السفن

أتت الريح بما لم تشتهى السفن
Picture 026.jpg
أن تركيبة المجتمع الليبى العرقية معروفة و محددة عرب و بربر و طوارق و شوشان ( زنوج أفارقة ) و فى عهد القذافى البائد كانت هذه العرقيات منخرطة فى النظام و لكل عرق سادته و مسؤليه أمام الدكتاتور الدموى القمعى الشاذ فكل عرق فيه سادة و عبيد و لأن المنتفعين كانوا قلة و الأغلبية مطحونة و وعيها نضج بعد الأختلاط  بالعالم الخارجى  و ثبت فى يقينهم أن ثروات بلادهم يجب أن تتيح لهم مستويات معيشة أفضل عما هم فيه بمراحل كما أنهم ضجروا و وصل السيل الربى من سخافات الدكتاتور الحمقاء كان تأهيل ليبيا لثورة قد وصل إلى النضج التام و كان مؤكد لدى فرقاء الثورة أن مواجهة الدكتاتور مستعصية لما بيده من أسلاحة و موالين من الداخل أو مجلوبين من الخارج فكان لابد لهم بأن يستعينوا بقوات خارجية على الأقل كغطاء جوى و هنا كانت فرصة الليبراليين و الغرب ليتصدروا مشهد الثورة و لكن المجتمع الليبى شأنه شأن أى مجتمع عربى يضرب فى أطنابه إلى الجذور الهوية العربية و الدين الأسلامى فلن يقبل أفكار مستورة و لن يستبدل بدينه دين أخر أو معتقد بديل و هنا شعر الغرب و الليبراليين و من يخشون من مد بأسم الأسلام الراديكالى فى المنطقة بفداحة النتائج التى وصلوا إليها و بدأت الثورة الليبية التى نجحت بمكوناتها تنقسم و يظهر على أرض الواقع ثورة أصيلة  و ثورة مضادة يدخل رتحت عبائتها بقايا نظام القذافى و جيشه و الليبراليين و الموالين للغرب و الموالين للأنظمة التى تخشى المد الأسلامى الراديكالى و بينهما مواجهات لن تصل إلى شئ و لن يتغلب أحدهما على الأخرحتى لو تم تغذية كل طرف من الخارج بالسلاح لأن مساحة ليبيا شاسعة و المواجهات لا تحسم فى الأمكان الوعرة كالجبل عند البربر فى الزنتان و لا فى بنى غازى و لا فى درنة و الجبل الأخضر و لا حتى فى الجنوب بالكفرة و سبها و حدود تشاد و يفعل الليبيون خيراً أنهم جنحوا إلى التفاوض و لكن عادة ما يكون تفاوض الليبيين هش و تأجيج الصراع من جديد سهل و لأن فكى رحى التى تطحن الشعب الليبى على مدار الأعوام الأربعة المنصرمه أحدهما داخلى و الأخر خارجى له مصالحه الآنية فى ليبيا  سواء أن كانت سياسية أو أقتصادية فلتستمر المفاوضات و لتكن المصارحة و المكاشفة و تحديد النقاط بمقياس و منظور مطابق لما هو على أرض الواقع و يحقن دماء الأهل و الأخوان و ينظر لمستقبل ليبيا و الليبيين و أن ينظر الخارج بعين الأعتبار لليبيا و مصالح شعبها فإن تفاقم الوضع قد يكون أنفجار يطاله و عندئذ لا يلوم إلا نفسه لأنه سيحول الليبيين إلى شعب مقاتل تمرس على القتال فاقد الأمل فى المستقبل بالرغم من أن أرضه بها كل مقومات الرخاء و الرفاهية .

ليست هناك تعليقات: