الثلاثاء، 17 فبراير 2015

سيكولوجية و أيديولوجية

سيكولوجية و أيديولوجية
Picture 026.jpg
# أن التكوين السيكولوجى لأى مجتمع و جماعة بشرية لا يتطابق و لا يتشابه بالضرورة مع جماعات أخرى .
# أن الفكر الأيديولوجى عند التطبيق لا يعتمد بالدرجة الأولى على محتويات الفكر نفسة بقدر ما يعتمد على سيكولوجية المجتمع الذى يعتنقها .

فحينما كلف محمد على أبنه بالتبنى أبراهيم باشا بتكوين جيش من أبناء الولايات المحكومة عمد أبراهيم باشا إلى أطفال الشوارع ثم إلى الفلاحين المصريين بالسخرة و من بعد بالنبطيين من الشام و بعد التجربة أو صى أبراهيم باشا بأستبعاد النبطيين لأنهم ذوى أنفة و لا يقبلون الخنوع و الأنصياع إلى الأوامر دون أن يناقشوها و يقتنعوا بها .

و فى نفس العام 2011 قامت الثورة المصرية و الثورة الليبية على الظلم و القهر و الفساد فما كان فى مصر من ثورة مضادة هو تفكيك قوام جمهور الثورة و التعامل مع كل فصيل على حده و نستطيع القول بأن هناك درجة كبيرة من أمتصاص الثورة و أن كانت جذوتها تحت الرماد و يمكن أن تتأجج إذا واتتها الفرصة و الظروف المهيئة ؛ أما الثورة الليبية فهى من يومها الأول تحمل السلاح و ثورتها المضادة  تواجهها بكل فنون القتال ومختلف أنواع الأسلحة مما يكسب جميع المتواجدين على الأرض كفاءة قتالية  و مهارات و قدرات ميدانية و أن كانت غارات قوات التحالف رجحت بعض الموازين إلا أن الحسم النهائى لا يكون إلا للمتواجد على الأرض .

من سيادة الدولة أن تحمى رعايها و تدفع عنهم أى عدوان و تقتص لهم من أى جريمة لتبقى دولة مهابة الجانب و يشعر شعبها بالعزة الأنفة و قد يكون ما قامت به القوات الجوية المصرية قصاص كرد فعل على نحر مصريين فى ليبيا و لكن ! إذا كانت العمليات العسكرية التى تمس الأمن القومى لا تراعى الأبعاد السياسية الأقليمية و الأقتصادية على مستوى الأفراد و الدولة و الأمن القومى المصرى نفسه على المدى البعيد فإن القصاص فى هذه الحالة يكون قصاص أعرج جر نكبات و مصائب هذا لأن فى الأقليم تونس و الجزائر و السودان يفضلون الحيادية فى الشأن الليبى سواء ثورة و ثورة مضادة ؛ و العمالة المصرية جزء كبير منها معرض لفقدان عمله الذى لم يتوفر له فى بلاده و مصريين أخرين قد يلقون مصير المنحورين هذا فضلاً عن مصريين عقيدتهم هى عقيدة المنتحر فى البحر كالذين ينتشلون كل يوم من مياه المتوسط سيفضل البقاء بأى ثمن و بأى وضع و لا يرغب فى العودة إلى مصر هذا أن لم يكن أفكاره و معتقداته مشابهة لهؤلاء الذين توجه لهم الغارات الجوية و يبقى السؤال هل مصر أقتصادياً و عسكرياً تقوى على المواجهة و التورط فى المستنقع الليبى ؟000 كل ما أتمناه أن يكون فى مصر مؤسسات و سياسات أكبر من فكرى و تقديراتى و إلا فإن الصورة حالكة الظلام تمثل أنتحار جماعى لمصر و تخلف لأكثر من عشرة عقود .

ليست هناك تعليقات: