الأحد، 8 فبراير 2015

لا منسجم و لا سعيد

لا منسجم و لا سعيد
Picture 026.jpg
رغبة منا بالتفاؤل فإننا فى كلامنا نطلق تعبير اليمن السعيد على بلاد العرب العاربة و فى واقع الأمر فإن هذه البلاد ليست منسجمة الطوائف و الأطراف و لا سعيد كما نزعم لأنه منذ ستينات القرن الماضى  يعانى اليمن من الحروب الداخلية و الصراعات القبلية و التمزقات الفكرية سواء أن كانت من مصادر محلية كالتى جاء بها عبد الله بن سبأ أو مستوردة كالأشتراكية و اليسارية و الليبرالية أو التحور الطبيعى للضغوط التى تمارس على جوهر العقيدة الأسلامية و المسلمين السنة ليصلوا إلى ما هو قائم بالفعل كفكر للقاعدة التى تجد فى أرض ايمن حاضنة طبيعية مثالية .

و هنا يتبادر إلى الذهن سؤال كيف تتبلور مثل هذه الحالة المتابينة الأبعاد و الأطراف و المشارب الفكرية و النشاطات الفعلية فى مجتمع واحد كاليمن ؟.................... نجد الأجابة إذا أردت أن تعرف الجانى أبحث عن المستفيد من بلد كبير التعداد نسبياً بالنسبة إلى كل الجزيرة العربية و يتمتع بموقع أستراتيجى  بأشرافه على باب المندب و الذى هو المدخل الجنوبى للمر الملاحى العالمى الممثل فى قناة السويس ؛ كم يجب أن تضع فى الحسبان أن البلد الممزق يصنع له القرار و لا يصنع قراره بنفسه و مميزاته التى يتمتع بها لن تكون له و لشعبه و لسيادته بل ستكون للأخر الذى بيده مفاتيح لعبة الأحداث على المسرح السياسى لهذا البلد .

وهنا أخلص إلى المستعمر الذى يغادر مستعمراته شكلياً و يبقى بها جوهرياً و يمسك بجميع أدارة المستعمرات من خلال توازنات يصنعها و يستحدثها و يدفع فيها و إليها لتبقى المستعمرة تابعة مسلوبة الأرادة و القرار و تنضح جميع ثرواتها و خيراتها و ميزاتها إليه دون أن يشعر به حر يريد أستقلال كامل و هذه للعبة لا تتم فى اليمن داخلياً فحسب بلد تتم بشكل شامل بين أقاليم المنطقة و بلدانها لنبقى ذيل الأمم .

ليست هناك تعليقات: