الأربعاء، 25 فبراير 2015

كما عاصرتها فى أسبانيا

كما  عاصرتها فى أسبانيا
Picture 026.jpg
الجامعة عندهم بمصروفات لا يدفع  الطالب منها أكثر من  20% من أجمالى التكلفة الكلية لأن سياسية التعليم عندهم تخضع لتطوير و نهوض البلاد و مراعاة المستقبل و سوق العمل فإذا كان سوق العمل سيحتاج مستقبلاً 1  فإن المقبولين يكونون 1 + 10% موضوع فى الحسبان تسرب أثناء المشوار التعليمى و باقى تكاليف العملية التعليمية تدفعها المؤسسات الحكومية و الخاصة كميزانية مرصودة للتطوير و البحث العلمى كما أن المصرف الذى تمر من خلاله الحركات المالية للجامعة يساهم بجزء كما أن للجامعة مورد من الشركات و المؤسسات التى تروج لنفسها دعائياً فى و سط الجامعة بمختلف أنواع الدعايا و الأعلام و أبرزها أنشطة المهرجانات الرياضية أو الثقافية ؛ و الجامعة بدون أسوار و بداخلها بين أبنيتها محطة مترو و الحافلات العامة التى تربط أطراف المدينة تمر بين أبنية الجامعة و تتوقف فى ثلاث محطات ؛ و الحياة الجامعية ليست لتحصيل العلم و السعى لأكتشافات جديدة بل يزاول فيها مختلف الأنشطة التى تخطر على بال أى أنسان مثقف جامعى من رحلات ومسرح و رقص و غناء و أسر و جمعيات سواء أن كانت لأنشطة أجتماعية أو حزبية أو سياسية أو دينية ؛ أما أعضاء هيئة التدريس فأدارة الجامعة تحرص على أستقطاب الأساتذة المشهود لهم بالكفاءات العلمية و البحثية و أسرة التدريس من داخلها  تختار رئيس القسم و العميد و رئيس الجامعة لمعرفتهم ببعضهم البعض و قدر كل واحد منهم ، كما أن كبار الأساتذة الذين يتواجدون فى مجلس الأمناء مع أولياء الأمور و الطلاب و بعض شخصيات النخبة الذين يحاولون الأضافة إلى قدرهم بأعمال خلاقة تفيد البلاد  هم الذين يقررون تثبيت هذا الأستاذ أو معاقبته بالتحذير أو التوبيخ أو الفصل و هذا لا يخضع للأهواء بل طبقاً لمعايير ذات هيبة و وقار و عراقة مرتبطة بأسم الجامعة و خريجيها عبر تاريخها و نفس الشئ يسرى على الطالب المخل بالقواعد المعروفة للجميع .

أما عندنا فى مصر  فلا يوجد أجور حقيقية تتناسب مع حد أدنى لحياة كريمة فمن الصعب أن نقول أن التعليم الجامعى يجب أن يكون بمصروفات يتحمل الطالب جزء منها و لكن نستطيع أن نقول إذا كان القطاع الخاص و العام يستفيد من الجامعات بما تقدمه لهم من خريجين فهنا واجب عليهم المساهمة و إذا أمتنعوا فنحن فى دولة قراصنة يسرق بعضهم البعض و يستغل بعضهم البعض بأسلوب فاشى دكتاتورى عنصرى يصنع طبقة سادة و عبيد .

إذا كان الشباب فى أوج مراحل تكوينهم يكونون فى سن الجامعة التى تأخذ معظم وقتهم للحصول على الشهادة الجامعية  فلابد أن يمارسوا جميع صنوف الأنشطة و الفعاليات لأن الجامعيين اليوم هم مقود بلادنا فى الغد فإذا كان مقود غدنا مكبل مبتور غير ذى نضوج و وعى  فمستقبلنا مظلم دون أدنى شك .

إذا لم تكن الجامعات مستقلة ذات أعراف و هيبة و وقار فلا ينتظر أن تفرز لنا مخرجات ذات قيمة سواء فى الأجيال أو البحت و التطوير و الأرتقاء .

و لا أقول لكل نظام دكتاتورى فاشى كف يدك عن جميع مؤسسات البلاد و أولها الجامعات و الشباب حتى نرى غد طالما نحلم به و أن ضغطك لن يولد غير الأنفجار فى وجهك و يذهب بك أدراج الرياح

ليست هناك تعليقات: