كما عاصرتها فى أسبانيا
الجامعة عندهم
بمصروفات لا يدفع الطالب منها أكثر من 20% من أجمالى التكلفة الكلية لأن سياسية
التعليم عندهم تخضع لتطوير و نهوض البلاد و مراعاة المستقبل و سوق العمل فإذا كان
سوق العمل سيحتاج مستقبلاً 1 فإن
المقبولين يكونون 1 + 10% موضوع فى الحسبان تسرب أثناء المشوار التعليمى و باقى
تكاليف العملية التعليمية تدفعها المؤسسات الحكومية و الخاصة كميزانية مرصودة
للتطوير و البحث العلمى كما أن المصرف الذى تمر من خلاله الحركات المالية للجامعة
يساهم بجزء كما أن للجامعة مورد من الشركات و المؤسسات التى تروج لنفسها دعائياً
فى و سط الجامعة بمختلف أنواع الدعايا و الأعلام و أبرزها أنشطة المهرجانات
الرياضية أو الثقافية ؛ و الجامعة بدون أسوار و بداخلها بين أبنيتها محطة مترو و
الحافلات العامة التى تربط أطراف المدينة تمر بين أبنية الجامعة و تتوقف فى ثلاث
محطات ؛ و الحياة الجامعية ليست لتحصيل العلم و السعى لأكتشافات جديدة بل يزاول
فيها مختلف الأنشطة التى تخطر على بال أى أنسان مثقف جامعى من رحلات ومسرح و رقص و
غناء و أسر و جمعيات سواء أن كانت لأنشطة أجتماعية أو حزبية أو سياسية أو دينية ؛
أما أعضاء هيئة التدريس فأدارة الجامعة تحرص على أستقطاب الأساتذة المشهود لهم
بالكفاءات العلمية و البحثية و أسرة التدريس من داخلها تختار رئيس القسم و العميد و رئيس الجامعة
لمعرفتهم ببعضهم البعض و قدر كل واحد منهم ، كما أن كبار الأساتذة الذين يتواجدون
فى مجلس الأمناء مع أولياء الأمور و الطلاب و بعض شخصيات النخبة الذين يحاولون
الأضافة إلى قدرهم بأعمال خلاقة تفيد البلاد هم الذين يقررون تثبيت هذا الأستاذ أو معاقبته
بالتحذير أو التوبيخ أو الفصل و هذا لا يخضع للأهواء بل طبقاً لمعايير ذات هيبة و
وقار و عراقة مرتبطة بأسم الجامعة و خريجيها عبر تاريخها و نفس الشئ يسرى على
الطالب المخل بالقواعد المعروفة للجميع .
أما عندنا فى مصر فلا يوجد أجور حقيقية تتناسب مع حد أدنى لحياة
كريمة فمن الصعب أن نقول أن التعليم الجامعى يجب أن يكون بمصروفات يتحمل الطالب
جزء منها و لكن نستطيع أن نقول إذا كان القطاع الخاص و العام يستفيد من الجامعات
بما تقدمه لهم من خريجين فهنا واجب عليهم المساهمة و إذا أمتنعوا فنحن فى دولة
قراصنة يسرق بعضهم البعض و يستغل بعضهم البعض بأسلوب فاشى دكتاتورى عنصرى يصنع
طبقة سادة و عبيد .
إذا كان الشباب فى
أوج مراحل تكوينهم يكونون فى سن الجامعة التى تأخذ معظم وقتهم للحصول على الشهادة
الجامعية فلابد أن يمارسوا جميع صنوف
الأنشطة و الفعاليات لأن الجامعيين اليوم هم مقود بلادنا فى الغد فإذا كان مقود
غدنا مكبل مبتور غير ذى نضوج و وعى
فمستقبلنا مظلم دون أدنى شك .
إذا لم تكن
الجامعات مستقلة ذات أعراف و هيبة و وقار فلا ينتظر أن تفرز لنا مخرجات ذات قيمة
سواء فى الأجيال أو البحت و التطوير و الأرتقاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق