بومبيو الكلمات و المشاهد
من هو بومبيو ؟ كما عرف نفسه هو رجل C .
I . A السابق و وزير خارجية الولايات المتحدة
الأمريكية الحالى و صاحب الخطاب الملقى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة و الذى قال
فيه " أن القوات الأمريكية فى
الشرق الأوسط هى قوات سلام " .
و هنا لنا وقفة
و سؤال ما هى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ هى دولة مؤسسات و الإدارات المتعاقبة
فيها سواء للجمهوريين أو الديمقراطيين ينتهجون سياسية خارجية واحدة حريصة على
مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و أمن حليفتها إسرائيل القائمة على أساس عقائدى
يهودى و تدرك تماماً أن زوالها سيكون على أساس عقائدى إسلامى لأنها محتلة و مغتصبة
و قاتلة للعرب و المسلمين فلما لاح فى الأفق أن المد العقائدى الإسلامى بد أ يشتد
عوده فى أفغانستان كان الأعلان الصريح من جوج بوش بالحملات الصليبية و مازالت قوات
التحالف فى أفغانستان لم تقيم دولة بمعنى الكلمة و لم تقضى على مقاومة الإسلاميين إذاً المستهدف هو وضع هش لدولة و ليبقى الأمر
على ما هو عليه , و يستمر نهج الولايات المتحدة فى رعاية مصالحها و حماية حليفتها
إسرائيل بأستهداف دول المحيط العربى لإسرائيل و خاصة دول ما عرف بالصمود و التصدى
أبان أتفاقية كامب ديفيد التى أستقطبت مصر و من بعدها الأردن و كان على رأس دول
الصمود و التصدى العراق الذى كان قوة عسكرية تقليدية لا يستهان بها فى التصيف
العالمى للجيوش فكانت المؤمرات تلو المؤمرات لتوريط العراق بحرب الكويت و من بعدها
حرب العراق بمزاعم ثبت كذبها و خروجها عن قوانين الشرعية الدولية و القانون الدولى
العام , و أتت الحرب على الأخضر و اليابس و تحطم كل شئ فى العراق فلم يبقى من
دولته إلا أشلاء , و تعلن كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكية عن
سياسية الفوضى الخلاقة فى الشرق الأوسط و هذه السياسية معتمدة لدى الإدارات
الأمريكية و تنفذ فى بقاع مختلفة من العالم و مبنية على الهدم الكامل لما هو موجود
من كيانات و مؤسسات و دول لإيجاد وضع سياسى جديد أو حماية أوضاع إنسانية شريطة
خدمة المصالح الأمريكية و تنتعش فعاليات الفوضى الخلاقة مع الربيع العربى فى كل دولة
على حدة حسب مجريات الأحداث ففى تونس عرقلة للمسارين السياسى و الإقتصادى للدولة و
فى ليبيا هدم كامل للدولة و اللعب على القبلية و الإيدولوجيات المتناحرة حتى لا
يقوم لليبيا قائمة و فى سوريا اللعب على المذهبية و الطائفية و تغذية الخلافات
الإيدولوجية و عرقلت المسارات السياسية و غض الطرف عن إسرائيل إذا ما قامت
بأعتداءات داخل سوريا لحساب مصالحها و تبقى سوريا فى وضع اللادولة و كذلك الوضع فى
اليمن قبائلى طائفى مذهبى بأمتياز مأجج صراعاته و مُورط فيه دول الخليج و تستمر
حلقات الفوضى لأضعاف دول المنطقة لحساب مصالح الولايات المتحدة و حليفتها إسرائيل
بتوجيه دفة الأعمال الأنتقامية سواء بصورة حظر إقتصاد أو تلويح بعمليات عسكرية
ممكن حدوثها تجاه إيران ؛ مجمل المشاهد أنهاك و أضعاف كل ما هو إسلامى و الضحايا
من المسلمين لا ثمن لهم و الوعود بديمقراطية أو وضع إنسانى أفضل طبقاً لمزاعم
الفوضى الخلاقة محض تصريحات و ليس له أى هيئة على أرض الواقع .
و عندما نستعرض تاريخ الولايات المتحدة فى منطقة الشرق
الأوسط نجدها تحالفت مع الأفغان و القاعدة ضد السوفيت ثم أنقلبت 180 درجة و ناصبت
الأفغان و القاعدة العداء
و على جانب آخر تحالفت مع الأكراد فى غزو العراق و
تواجدها فى سوريا ثم تخلت عن أكراد العراق لصالح عراق ممزق و ها هى الأن تتخلى
أكراد سوريا لرؤية تراها
و يبقى السؤال للسيد بومبيو هل حقاً القوات الأمريكية
قوات سلام ؟ هل حقاً القوات الأمريكية قوات خير و هى صاحبة جوانتانامو و سجن أبو
غريب ؟ لعلنا فى خطأ و أمريكا و ساستها سيقنعونا بالصحيح !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق