السبت، 16 يوليو 2011

الحاجة

الحاجة

أستاذى الجليل أن الحاجة هى أم السلوك و الدافع لشكل السلوك و إذا كانت الحاجة ملحّة و ضرورية ضرورة قصوى مع مكبلات تحول دون الوصول إلى الحاجة فقد يخرج السلوك دون ضوابط و قد يتخلى عن المبادئ السامية و القيم المتحضرة و لما تدنت الأحوال فى مصر المحروسة إلى الحضيض فما كان إلا السلوك الثائر لشباب مصر فى هيئة مثالية متحضرة راقية سلمية تغنت بها أرجاء المعمورة و كان للحدث فى حد ذاته دروس مستفادة يتعلم منها شباب مصر و العالم أجمع و ثبت أنه مادام هناك مطالب مستحقة مشروعة فإن الضغط الثورى بالأعتصام و التظاهر أسلوب ناجع مجرب فى تحقيق هذه المطالب و أنتزاعها من الذين بيدهم سدة الأمر و سيظل هذا الأسلوب معمول به مادامت هناك مطالب لم تتحقق و حاجات ملحّة لم يستجاب لها و هناك بون شاسع بين من بيدهم سدة الأمر ( العسكر ) و الشباب الثائر فالعسكر  أهل قتال و سلوكياتهم و تفكيرهم قد يرجى الكثير من الأمور إلى ما قبل الأنفجار أو التأزم بفترة قصيرة  أما الشباب الثائر الذى يطلع على العالم من خلال ثورة الأتصالات و حدد أهدافه و تطلعاته من خلال ما رجاه لنفسه و بلده بالمثل مع من هم أفضل فى الأحوال منه و سلك سلوك ناجع فى تحقيق بعض حلمه فأنه متعجل ما تبقى و أعتقد أن شباب الثورة الذى حدد الهدف و أسلوب الوصول ليس لديه كل المؤهلات لكى نراه فى سدة الأمر فى الوقت الراهن لأن سدة الأمر تحتاج إلى الأدارة و الخبرة و هذا لن يتوفر لدى الشباب إلا بعد فترة من الوقت و عندئذ سيكون الشباب الثائر مكسب لمصر كلها لا للشباب أنفسهم فحسب

ليست هناك تعليقات: