الجمعة، 16 مارس 2012

مجلس الشياطين


مع شعر فاروق جويدة

ماذا أخذت من السفـر..
كـل البلاد تـشابهت في القهر..
في الحرمان.. في قـتـل البشر..
كـل العيون تشابهت في الزيف.
في الأحزان.. في رجم القـمر
كل الوجوه تـشابهت في الخوف
في الترحال.. في دفـن الزهر
صوت الجماجـم في سجون اللـيل
والجلاد يعصف كالقـدر..
دم الضحايا فـوق أرصفـة الشـوارع
في البيوت.. وفي تجاعيد الصور..
ماذا أخـذت من السفـر ؟
مازلت تـحلـم باللــيالي البيض
والدفء المعطـر والسهر
تـشـتـاق أيام الصبابة
ضاع عهد العشق وانـتـحر الوتـر
مازلت عصفـورا كسير القـلـب
يشدو فـوق أشـلاء الشجر
جف الربيع..
خـزائن الأنـهار خـاصمها المطـر
والفـارس المقـدام في صمت
تـراجع.. وانتحر..
ماذا أخـذت من السفـر ؟
كـل القصائد في العيون السود
آخرها السفـر..
كل الحكايا بعد موت الفـجر
آخرها السفـر..
أطـلال حلمك تـحت أقدام السنين..
وفي شـقـوق العمر.
آخرها السفـر..
هذي الدموع وإن غدت
في الأفق أمطـارا وزهرا
كان آخرها السفـر
كـل الأجـنـة في ضمير الحلـم
ماتـت قـبـل أن تـأتي
وكـل رفـات أحلامي سفـر..
بالرغـم من هذا تـحن إلي السفـر؟!
ماذا أخذت من السفـر؟
حاولت يوما أن تـشق النـهر
خانـتــك الإرادة
حاولت أن تـبني قـصور الحلـم
في زمن البلاده
النبض في الأعماق يسقـط كالشموس الغـاربة
والعمر في بحر الضياع الآن ألقـي رأسه
فـوق الأماني الشـاحبة..
شاهدت أدوار البراءة والنذالة والكـذب
قـامرت بالأيام في سيرك رخيص للـعب.
والآن جئـت تـقيم وسط الحانـة السوداء.. كـعبه
هذا زمان تـخـلـع الأثواب فيه..
وكل أقدار الشعوب علي الـموائد بعض لـعبه.
هذا زمان كالحذاء..
تـراه في قـدم المقـامر والمزيف والسفيه..
هذا زمان يدفـن الإنسان في أشلائه حيا
ويقـتل.. لـيس يعرف قـاتليه..
هذا زمان يخـنـق الأقمار..
يغـتـال الشموس
يغـوص.. في دم الضحايا..
هذا زمان يقـطـع الأشجار
يمتـهن البراءة
يستـبيح الفـجر.. يستـرضي البغـايا
هذا زمان يصلـب الطـهر الـبريء..
يقيم عيدا.. للـخـطـايا..
هذا زمان الموت..
كـيف تـقيم فوق القـبر
عرسا للصبايا ؟!
علب القمامة زينـوها
ربما تبدو أمام النـاس.. بستـانـا نـديا
بين القمامة لن تري.. ثوبا نـقيا
فالأرض حولك.. ضاجعت كل الخطايا
كيف تحلم أن تـري فيها.. نـبيا
كـل الحكايا.. كان آخرها السفـر
وأنا.. تـعبت من السفـر..

مجلس الشياطين

كان فى قريب الزمان ببر مصر المحروسة جماعات من الشبان و الشابات يتواصلون مع بعضهم البعض بوسائل ألكترونيه على صفحات فيس بوكيه و أخرى تويتريه و يشكون إلى بعضهم البعض سوء الأحوال و أنقطاع الآمال فى مستقبل بسبب سيطرة الفساد و سيطرة عليهم الكأبه لفترة و عاشوا كالعدادة و الندابه و لكن فصيحهم المفعم بالحيوية و النشاط
 قال : - لهم نحن شباب كلنا طاقة و حيويه و من حقنا التمتع بالحريه و الكرامة الأنسانيه و العدالة الأجتماعيه و بأستطعتنا ثورة كما يفعل كل من يعانى ظلم و على حقه جوراً و أتفقوا على يوم 25 من يناير الساعة الثانية ظهراً موعداُ للتظاهر لأعلان مطالبهم و بداية ثورتهم فى جميع ميادين التحرير فى ربوع مصر المحروسة و لما كان الفسدة و المفسدين يجتمعون فى كهف الآثمين و يعقدون مجلس الشياطين
قالوا : - هؤلاء صبية صغار سرعان ما يفرغوا ما لديهم من شحنة كبت و طاقه و ينصرفون و بعدها نتسلى عليهم على رواقه
و لكن الشباب لم ينصرفوا و أعلنوا الأعتصام و الأصرار و الأستمرار حتى يحصلوا على ما يريدون و أنضم إليهم كل كسير جناح و مكلوم و من عانى و مظلوم فأجتمع مجلس الشياطين و قرر قتل هؤلاء المساكين جهاراً نهاراً فى الميادين بالرصاص و السيف و الخنجر و السكين و كاد أمر هؤلاء الشباب أن يكون ذكرى و لكل متمرد عبره و يستمر الشياطين للفساد محتضنين على عرش المحروسة متربعين و لكن تيارات المسلمين التى عانت من السجن و التنكيل و التعذيب سنين كانت تتابع الموقف كل لحظة و حين و رفضوا أن يكون هذا مصير الشباب الميامين كما فضلوا الموت اليوم و ليس بعد سنين على يد هؤلاء الأفاكين و جاهدوا عدم أستمرار جبروت الفراعين و تنحى رأس نظام الفاسدين و هدأ الجميع مترقبين قدوم سيدة الحلوين المدعوة ديمقراطيه التى تحبذ أداء الأغلبيه إذا ما توفرت النزاهة و الشفافيه  و كان مجلس الشياطين ينعقد فى الزنازين و يأمر ويمول بفوضى طبقاً لما هدد به زعيم المفسدين و أخذت جوقات القضاء و الأنتخابات تعزف فى ليالى الديمقراطية الملاح و الشعب ينشد الحرية و الفلاح و لا يعير لفوضى مصنوعة و أرهاب أفعاله غير مقطوعه أى أهتمام بل توافد فى جماعات لم تشهدها مصر ليقر أنه مصرى له هوية أسلاميه و مرجعية دينيه و يتشكل مجلس الشعب و تتواجد أول مؤسسة حرة بأرادة شعبيه بصبغة الغالبيه و أن كره الأونطجيه و الوصوليه التى لن تجد لها مكان فى هذا المناخ الذى لاح و أناخ و راحت تعاضدد مجلس الشياطين بالنفخ فى أبواق الأعلاميين للحث على الفوضى و أحالة جموع المصريين إلى متشرزمين و بث الرعب و اليأس فى نفوسهم ليجعلوهم نادمين على زمن الغابرين و غاب عنهم أنهم يصارعون مؤمنين لا يعرفون اليأس و غير مستكنين و كما أنتقلت مؤسستى مجلس الشعب و الشورى بأرادة غالبية المصريين فإن رئاسة الجمهورية قادمة بعد حين على نفس النسق و النصر المبين و عندها ستبدأ ثورة شباب المصريين ترى فى شعاع الضوء الساطع كل حلم حقيقة كذهب لامع و يسدل الستار على مشهد الأشرار و مجلس شياطين النهار

ليست هناك تعليقات: