مصنوع مفتعل
أستاذى الجليل كم كانت رائعة أيام ثورة يناير
الثمانية عشر و كم كان جمال و عظمة الشعب المصرى فى التلاحم و الـتأخى و ما أعظم
رقى و حضارة شباب و شعب الثورة و يا لها من مقدرة خلاقة فى جوانح هذا الشعب فى أن
تكون اللجان الشعبية أعظم و أجل و أقدر فى الحفاظ على الأمن بكفاءة أفضل من جهاز
الشرطة المدرب خريج المعاهد و الكليات الذى رضى على نفسه الدنية و تخلى عن الواجب
و الأمانة و هو يتقاضى أجر فى حين أن اللجان الشعبية كانت عمل تطوعى فى حب مصر و
يا روعة شباب مصر و هو ينظف الميدان و يطليه بألوان زاهية و لكن فساد العهد البائد
له مخالب و أنياب قذرة راح يصارع موته المحتوم بفعل الثورة تارة بتشويه الثوار و
تارة بالأعتداء المباشر الجنائى عليهم و محاولات مستميتة لتفريغ الثورة من محتواها
و حكومات تبدو شبه عاجزة و مجلس عسكرى يبدوا و كأنه لا يحسن الأدارة فى حين أنه
قام بتأمين أنتخابات مجلسى الشعب و الشورى بصورة غير مسبوقة فى تاريخ مصر فلم نرى
فيها بلطجى و لا حادث قتل واحد كما كنا نرى من قبل فى العهد البائد و من هنا يتضح
لكل لبيب أن الأنفلات الأمنى و تشويه جماليات الثورة و رموزها و مكانها التاريخى
ما هو إلا أفتعال مصنوع مقصود للنيل من تاريخ الثورة و قدرها لأن الفعل و عدمه
وارد بيد من يده تسيير شئون البلاد و هنا السؤال لما يترك العنان فى أوقات بعينها
للجريمة و لما تحجم فى أوقات أخرى ؟ و من المسؤل عن ذلك ؟ و هل صعب الوصول إلى
الفاعل فى كل مرة و كأننا نبحث فى ألغاز ؟ و أن كانت الأسئلة لن نجد لها أجوبة
فإننا نعول على ميلاد مؤسسات دولة قوية بهمة شعب المحروسة ليضع كل شئ فى نصابة و
الوقت وحده هو الكفيل بما نريد و مسعانا أن لا يطول الأنتظار و لا يطول هذا الوقت
اللازم لبناء مؤسسات الدولة لأن الموت و لفظ أنفاس العهد البائد الأخيرة شئ مفروغ
منه لا محالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق