الثلاثاء، 24 مارس 2015

بين صناعة التطرف و الوعى

بين صناعة التطرف و الوعى
Picture 026.jpg

# إذا أردنا تثقيف و وعى حتى و لو كنا لا نرغب فى الواقع فللأمانة يجب توصيف ما لا نرغبه بالتحديد و بأبعاده الحقيقية و لا نزيده حرفاً أو ننقصه قدراً و نتيح له مساحة على مسرح تداول الفكر و الرأى و السياسية .

# و إذا أردنا أن نصنع تطرفاً فلا نقوم إلا بخنق ما لا نرغبه جملة و تفصيلاً و شبهاً و نضيق عليه و نصفه بما فيه و ما ليس فيه و لا نسمح له بالتنفس على أى مستوى ممكن .

# يربط ليبيا و تونس و الجزائر منذ قديم الأزل ما يعرف " بالدواميس " و هى عبقرية فطرية لسكان هذه المناطق تستطيع أن تحدد التتابع الطبقى الرسوبى فى الأرض و تنحت فى طبقة رخوة نسبياً بين طبقتين صلبتين ما يعرف "بالداموس" الذى قد يكون ممر لكيلوات مترات و قد يكون غرف معيشة جيدة التهوية و لديها آبار من المياة و لا ينقصها غير الأمداد و التموين و السلاح و أستخدمت من قبل لمقاومة الأستعمار الفرنسى و شاء لى القدر أن أدخل أحد هذه الدواميس بين ليبيا و تونس و مضيت فيه ساعات و كان شبه مكيف الهواء طبيعياً بالرغم من أننا كنا فى صيف قائظ . 

# تونس قد تكون أقرب إلى الفرنسة و العلمانية و لكنها أجتماعياً ذات وعى و ثقافة و لذا فإن طوائف الأسلام فيها معرًفة التوجهات و المبادئ و الأفكار و لا يوجد خلط و لا تغليط و لا نسب شئ إلى غير أهله .

# معضلة تونس أنها يمكنها التفهم مع الأخوان المسلمين لأنهم مرنين و لكنها لم تصل بعد للتفهم مع السلفية الجهادية و القاعدة و الدولة الأسلامية لأنها كمؤسسات دولة تقصيهم و ترفضهم و هم بالمقابل يعيشون حالة أقصاء المجتمع و رفضه .

ليست هناك تعليقات: