الاثنين، 23 مارس 2015

اليمن بين الواقع و المبادرات

 اليمن بين الواقع و المبادرات
 Picture 002.jpg
ان المراقب للأحداث فى المنطقة العربية منذ الغزو الأمريكى للعراق دون سند قانونى دولى أو مبرر واقعى صادق يستطيع أن يستخلص شئ يوطد له فى الأفق بعد قراءة المشهد اللبنانى بعناية و دراسة وافية ألا و هو أستدعاء توازنات طائفية قابلة للأنفجار و هذا ما حدث بالفعل فى العراق بتمكين قيادات شيعية قادمة على ظهور الدبابات و تحمل الجنسية الأمريكية من العراق و السماح لها بفتح قنوات أتصال و تواصل مع النظام الملالى الشيعى فى إيران المعتنق لمبدأ تصدير الثورة منذ نشأته . 
و كانت المرحلى الثانية لأستدعاء هذه التوازنات الطائفية مع الربيع العربى فى سوريا و أطالة أمد النزاع دون ترجيح كفة على كفة و دون تدخل حاسم من الدول العربية قاطبة أو المجتمع الدولى تحت مظلة صراع دولى بارد أو مصالح متداخلة فى سوريا و لبنان و واكب سوريا و أحداثها أحداث البحرين التى تمس أمن مجلس التعاون الخليجى فى البحرين و شرق المملكة السعودية و الأمارات و الكويت فكان الحل الفاصل تدخل قوات درع الجزيرة فى البحرين و تحريك بيدق فى اللعبة العسكرية السياسية بتمكين بريطانيا من قاعدة عسكرية فى البحرين بعد رحيلها ب 40 عام .
و تأتى المرحلة الثالثة فى اليمن بأستغلال الثورة المضادة و رغبة النظام فى العودة و تطلعات و طموحات الحوثى و من المضحكات المبكيات أن يكون أعداء الأمس على عبد الله صالح و الحوثى هم حلفاء اليوم على الثورة التى ما كانت إلا بفساد النظام و تهرء و تأكل الدولة و أدوات سيطرتها المقنعة على مقدرات الأمور فى البلاد و حقاً الحوثى يلقى دعماً من طهران و كان نفس الدعم يلقاه فى السابق أثناء صراعه مع على عبدالله صالح و لكنه لم يستطيع الصمود و الأنتصار و المعطيات تشير أنه لن يستطيع الأنتصار و السيطرة على اليمن الثائر الذى هو أكبر من حجم الحوثى المغرر به من طهران و دوائر زرع الطائفية فى المنطقة العربية و يلقى دعم من على عبد الله صالح و جذور دولته العميقة ؛ و المشهد يتجه نحو التصادم و التأزم الداخلى فى اليمن و لا يسع دول الخليج إلا مقاعد المتفرج و أنتظار النتائج و من المبكر جداً طرح مبادرات و خاصة أن تدخلات الخليج فى بدايات الثورة لم تأتى بشئ فاصل فى الحالة اليمنية كما هو الشأن فى البحرين و أحدى النتيجتين سواء سيطرة الحوثى الهشة أو قدوم مكونات الثورة بقوة لن يكون مقبول إلا بغضاضة من دول الخليج و يتعين عليهم التعامل معه بكثير من الكياسة و غزير السياسة المدعومة بالمال .

ليست هناك تعليقات: