الأربعاء، 5 يناير 2011







   قصص اليهود فى القرآن
     يوسف بن يعقوب
       عليهما السلام
و فى السجن اشتهر يوسف عليه السلام بالجود و الامانة و صدق الحديث و حسن السمت و كثرة العبادة و معرفة التعبير أى تفسير الأحلام التى هى رؤية و الاحسان الى اهل السجن و عيادة مرضاهم و القيام بحقوقهم و دخل السجن فتيان و كان سبب حبسهما ان الملك توهم تآمرهما على دس السم له فى الطعام و الشراب و تآلف الفتيان بيوسف عليه السلام و أحباه حبا شديدا ًً و قالا له و الله قد احببناك حباً زائدا ً فقال بارك الله فيكما فإنه ما أحبنى أحد إلا و دخل علىَّ من محبته لى ضررا فقد أحبتنى عمتى فدخل علىّ الضرر بسببها و احبنى ابى فأوذيت بسببه و أحبتنى أمرأة العزيز فكذلك فقالا و الله ما نستطيع إلا ان نحبك ثم أنهما رأيا مناما فرأى الساقى أنه يعصر خمرا و قال الآخر انى رأيت أننى احمل فوق رأسى خبزا فتأكل الطير منه فما تفسير ذلك أننا نراك من المحسنين فبدأ يوسف عليه السلام يدعوا الفتيان الى الله بأسلوب جزل مرتب قائلا أنكما مهما رأيتما فى نومكما من حلم فأننى عارف بتفسيره و تأويله  قبل وقوعه و هذا أنما من تعليم الله لى لأننى أجتنبت ملة الكافرين بالله و اليوم الآخر الذين لا يرجون ثوابا و لا عقابا فى الميعاد و سلكت طريق الأنبياء المرسلين و هم آبائى ابراهيم و اسحاق و يعقوب صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين و هذا ما أوحاه الله إلينا أنه لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و جعلنا دعاة للناس ليعرفوا نعمة الله ثم أقبل يوسف عليه السلام على الفتيين بالمخاطبة و الدعاء لهما إلى عبادة الله وحده لا شريك له و خلع ما سواه من الاوثان التى يعبدها قومهما لأن الله ولى كل شئ بعز جلاله و عظمة سلطانه و ان ما يعبودونها و يسمونها آلهه أنما هو جهل منهم و تسميه من تلقاء انفسهم تلقاها خلفهم عن سلفهم و ليس لذلك مستند عند الله بحجة او برهان و لما فرغ من دعوتهما شرع فى تعبير رؤيتهما فقال أما احدكما فسيعود و يسقى الملك خمرا وأما الآخر فسوف يصلب و تأكل الطير من رأسه و هذا سيقع لا محالة و لما ظن يوسف عليه السلام نجاة الساقى قال له خفية عن الآخر لئلا يشعر انه المصلوب اذكر قصتى عند الملك فنسى الساقى و كان ذلك من مكايد الشيطان حتى لا يطلع نبى الله من السجن و لبث يوسف عليه السلام ما بين ثلاثة الى تسع سنوات على أغلب الاقوال فى سجنه و رأى ملك مصر فى نومه رؤية فيها
أن سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف و سبع سنبلات خضر و أخر يابسات فتعجب ملك مصر و هالته أمر الرؤيا و ما يكون تفسيرها فجمع الكهنة و الحزاة و كبراء دولته و أمراءه و قص عليهم ما رأى و سألهم تأويلها فلم يعرفوا و اعتذروا الى الملك و قالوا أنها أخلاط و ليست رؤية فقال الساقى الذى لم يتذكر يوسف عليه السلام  بسبب الشيطان للملك و الذين جمعهم الملك ارسلونى الى سجن يوسف الصديق و أنا آتيكم  بتأويل هذه الرؤية فجاء الساقى الى يوسف عليه السلام و ذكر منام الملك و ما رآه فيه فقال يوسف عليه السلام يأتيكم الخصب و المطر سبع سنين متواليات ففسر البقر بالسنين لأنها تثير الارض التى تستغل منها الثمرات و الزروع و هن السنبلات ثم ارشدهم الى ما يعتمدونه فى تلك السنين مهما جاءهم من الغلال فيخزنوه فى سنبله ليكون ابقى له و أبعد عن اسراع الفساد اليه إلا بمقدار ما يأكلونه و ليكن قليلا قليلا  لا يسرفوا فيه لينتفعوا به فى السبع سنين الشداد التى تعقب السبع المتواليات و هن البقرات العجاف اللائى يأكلن السمان لأن سنين الجدب يؤكل فيها كل ما جمع فى سنين الخصب و هن السنبلات اليابسات ثم بشرهم  ان بعد الجدب يأتيهم الغيث و المطر و غلال و يعصر الناس ما كانوا يعصرون على عاداتهم من زيت و سكر و نحوه فلما رجع الساقى الى الملك و القوم بتفسير الرؤية فأعجب الملك بالتفسير و عرف قدر و فضل يوسف عليه السلام و علمه و حسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه فقال الملك اخرجوه من السجن و احضروه فلما جاء الرسول يوسف عليه السلام ليبشره بالخروج من السجن امتنع يوسف عليه السلام عن الخروج من السجن حتى يتحقق الملك و رعيته براءة ساحته ونزاهة عرضه مما نسب إليه من جهة أمرأة العزيز و ان السجن لم يكن على امر يقتضيه بل كان ظلما و عدوانا فجمع الملك النسوة اللاتى قطعن ايديهن عند أمرأة العزيز فقال مخاطبا لهن كلهن و هو يريد أمراة العزيز و هو وزيره وقال لهن ما شأنكن و خبركن يوم الضيافة فقالت النسوة حاش لله ان يكون يوسف متهما و الله ما علمنا عليه من سوء فقالت أمراة العزيز الآن تبين الحق و ظهر و برز و أنما أعترف بهذا على نفسى ليعرف زوجى انى لم أخنه و لا وقع المحذور الاكبر و انما راودت هذا الشاب مراودة فأمتنع و لست ابرئ نفسى فان النفس تتحدث و تتمنى و هى أمارة بالسوء إلا من عصمه الله تعالى و لما تحقق الملك من براءة يوسف عليه السلام و نزاهة عرضه مما نسب اليه قال أتونى به أجعله من خاصتى و اهل مشورتى ( تابعونى فى مرة قادمة )       

ليست هناك تعليقات: