الاثنين، 10 يناير 2011










    قصص اليهود فى القرآن
       يوسف بن يعقوب
         عليهما السلام
و أعرض يعقوب عليه السلام عن بنيه متذكراً الحزن الدفين القديم على يوسف و الذى بسببه ابيضت عيناه و تجدد بحزنه على الأبنين الآخرين اللذان عند يوسف عليه السلام و قال له ابناؤه على سبيل الرفق و الشفقة عليه لا تفارق تذكر يوسف حتى تضعف قوتك و يضعف جسمك و ان استمر بك هذا الحال خشينا عليك الهلاك و التلف فقال لهم أنما اشكو همى و ما انا فيه إلى الله وحده و أرجو منه كل خير و ندب يعقوب عليه السلام اولاده على الذهاب فى الارض يستعلومون أخبار يوسف و أخيه بنيامين و نهضهم وبشرهم و أمرهم ألا ييأسوا من روح الله أى لا يقطعوا رجاءهم و أملهم من الله فيما يرومونه و يقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء و ييأس من الله إلا القوم الكافرون فذهبوا فدخلوا بلاد مصر و قالوا ليوسف عليه السلام أيها العزيز لقد أصابنا الجدب و القحط و قلة الطعام و معنا ثمناً قليلاً فأعطنا ما كنت تعطينا من الطعام قبل ذلك فتذكر يوسف عليه السلام أباه و ما هو فيه من الحزن لفقد ولديه مع ما هو فيه من الملك و التصرف و السعة فعند ذلك أخذته رقة و رأفة و رحمة و شفقة على أبيه وأخوته و بدره البكاء فتعرف إليهم و رفع التاج عن جبينه و كان فيه شامة يعرفونها و قال أنما حملكم على ما فعلتموه الجهل بمقدار هذا الذى ارتكبتموه فتعجبوا من ذلك لأنهم يترددون إليه من سنتين و أكثر و هم لا يعرفونه و هو مع ذلك يعرفهم و يكتم فى نفسه فأعترفوا له بالفضل و الأثرة عليهم فى الخلق و الخلق و السعه و الملك و التصرف و النبوة و أقروا له بأنهم أساؤوا إليه و أخطؤوا فى حقه فقال لا تأنيب عليكم اليوم و لا أعيد ذنبكم فى حقى بعد اليوم و زادهم فدعا الله لهم بالمغفرة و قال لهم أذهبوا بهذا القميص و ألقوه على وجه أبى فسيبصر و كان قد عمى من كثرة البكاء و لما خرجت العير من مصرهاجت ريح فجاءت يعقوب عليه السلام بريح قميص يوسف عليه السلام فقال يعقوب عليه السلام لولا تنسبونى إلى الفَنَّد و الكبر أننى أجد ريح يوسف فقال له أبناؤه أنك لفى خطئك القديم تحب يوسف و لا تنساه و لا تسلاه فقد قالوا لوالدهم كلمة غليظة لم يكن ينبغى لهم ان يقولوها لوالدهم و لا لنبى الله صلى الله عليه وسلم و جاء البشير و هو يهوذا و معه قميص يوسف عليه السلام إنما جاء به لأنه هو الذى جاء بالقميص و هو ملطخ بدم كذب فأراد أن يغسل ذاك بهذا فجاء بالقميص فألقاه على و جه ابيه فرجع بصيراً و قال يعقوب عليه السلام لبنيه أعلم أن الله سيرده إلىًَََّ و قلت لكم فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين يا أبانا استغفر لنا الله فقال لهم سوف أفعل و من تاب إليه تاب عليه و استغفر لهم فى وقت السَّحر و قدم يعقوب عليه السلام بلاد مصر و معه أهله أجمعين فتحملوا عن آخرهم و ترحلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر فلما أخبر يوسف عليه السلام بأقترابهم خرج لتلقيهم و أمر الملك أمراءه و أكابر الناس بالخروج مع يوسف لتلقى نبى الله يعقوب عليه السلام و خرج هو ايضاً لتلقيه و رفع الله تعالى عن أهل مصر بقية السنيين المجدبة ببركة قدوم يعقوب عليه السلام و عند بلوغهم مكان يوسف عليه السلام سجد له أبوه و أمه و أخوته الباقون و كانوا أحد عشر رجلاً فقد كان السائغ فى شرائعهم ان يسجدوا لكبيرهم اجلالا و تعظيماً فقال يوسف عليه السلام لأبيه يعقوب عليه السلام هذا تأويل الرؤية التى قصصتها عليك من قبل قد جعلها ربى حقا و أجلس أبويه إلى جواره على سرير ملكه و توجه يوسف الصديق بالدعاء إلى ربه عز و جل لما تمت النعمة عليه بأجتماعه بأبويه و إخوته و ما مَنَّ الله به عليه فى الآخرة و أن يتوفاه مسلماً حين الوفاة و أن يلحقه بالصالحين و هم أخوانه من النبيين و المرسلين صلوات الله و سلامه عليهم ( و تمت بحمد الله و فضله قصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام )     

ليست هناك تعليقات: