الأحد، 9 يناير 2011






   قصص اليهود فى القرآن
       يوسف بن يعقوب
         عليهما السلام
فلما حلفوا أكد عليهم يعقوب عليه السلام ان الله وكيل على ما قالوا و فعل ذلك لأنه لم يجد بداً من ان يبعثهم من أجل الميرة التى لا غنى عنها و بعث بنيامين معهم  و أمرهم ان لا يدخلوا مصر من باب واحد و ليدخلوا من ابواب متفرقة فقد كانوا ذوى جمال و هيئة حسنه و منظر و بهاء فخشى عليهم ان يصيبهم الناس بعيونهم و قال ان هذا الاحتراز لا يرد قضاء الله و قدره لان الله اذا اراد شيئا لا يخالف و لا يمانع و هو على علم بذلك من الله و لما قدموا على يوسف عليه السلام و معهم اخوه و شقيقه بنيامين فأدخلهم دار كرامته و منزل ضيافته و أفاض عليهم الصلة و الألطاف و الاحسان و أختلى بأخيه فأطلعه على شأنه و ما جرى له و عرَّفه أنه أخوه و قال لا تأسف على ما صنعوا بى و أمره بكتمان ذلك عنهم و ألا يطلعهم على ما أطلع عليه من أنه أخوه و تواطأ معه أنه سيحتال على ان يبقيه عنده معززاً مكرماً فلما جهزهم و حمل لهم ابعرتهم طعاما أمر بعض فتيانه ان يضع فى أمتعتهم " السقاية " و هى أناء من فضة و قيل من ذهب كان يشرب فيه و يكيل للناس به ثم نادى منادى " ايتها العير انكم سارقون " فالتفتوا الى المنادى و قالوا ماذا تفقدون فقال المنادى صاع الملك الذى يكيل به " السقاية " و من سيعيده له حمل بعير و انا ضامن و كفيل لما أقول فقال أخوة يوسف عليه السلام لقد تحققتم و علمتم و عرفتمونا و شاهدتم منا السيرة الحسنة و ما جئنا للفساد فى الارض و ما كنا سارقين و سجيتنا لا تقضى هذه الصفة فقال لهم الفتيان من قبل يوسف عليه السلام و ان كان السارق فيكم فما عقوبته؟ فقال اخوة يوسف عليه السلام ان السارق يدفع الى المسروق منه ليكون عبداً عنده جزاء بما سرق و هكذا كانت شريعة ابراهيم عليه السلام و هذا ما اراده يوسف عليه السلام و دبر له فبدأ بتفتيش أوعيتهم قبل وعاء أخيه من باب التوريه ثم استخرج فى النهاية الصاع من وعاء اخيه و بهذه المكيدة أخذ أخوه فى حكم ملك مصر و ذلك بفضل ما لديه من علم و معرفة أدت إلى ارتفاع درجته و منزلته و تمكنه و لما رأوا أخوة يوسف عليه السلام ان الصواع خرج من متاع بنيامين أخذوا يتنصلوا إلى العزيز من التشبه به و يذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل و يعنون به يوسف عليه السلام و ذلك أن عمته ابنة أسحاق عليه السلام و كانت أكبر ولد أسحاق عليه السلام و كانت إليها منطقة أسحاق عليه السلام و كانوا يتوارثونها بالكبر و كان من أختبها ممن وليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما يشاء و كان يعقوب عليه السلام حين ولد له يوسف عليه السلام قد حضنته عمته فكان منها و إليها فلم يحب أحداً شيئاً من الاشياء حبها اياه حتى إذا ترعرع و بلغ سنوات وقعت نفس يعقوب عليه السلام عليه فأتاها فقال يا أخيَّة سلمى إلى يوسف فوالله ما أقدر عل أن يغيب عنى ساعة   فقالت فوالله ما أنا بتاركته ثم قالت فدعه عندى أيام أنظر إليه و أسكن عنه لعل ذلك يسلينى عنه فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة أسحاق عليه السلام فحزمتها على يوسف عليه السلام من تحت ثيابه ثم قالت فقدت منطقة أسحاق عليه السلام فأنظروا من أخذها ومن أصابها ؟ فألتمست ثم قالت أكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدواها مع يوسف عليه السلام فقالت و الله إنه لسلم اصنع فيه ما شئت فأتها يعقوب عليه السلام فأخبرته الخبر فقال لها أنت و ذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما استطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه يعقوب عليه السلام حتى ماتت و لذا قال أخوة يوسف عليه السلام ان هذا فعل كمل فعل أخ له من قبل فقال يوسف عليه السلام فى نفسه رداً على قولهم انتم شر و الله اعلم بمن تصفونه بهذه السرقة و لكنه لم يصرح بذلك لهم و أخذ يوسف عليه السلام بنيامين و تقرر تركه عنده بأعترافهم و لكنهم شرعوا يترققون له و يستعطفونه عليهم و يقولون أيها العزيز ان ابوه شيخ كبير و يحبه حبا شديداً و يتسلى به عن ولده الذى فقده فبدله بواحد منا يكون عندك عوضاً عنه فأننا نراك من العادلين المنصفين القابلين للخير فقال معاذ الله بعد ما قلتم و اعترفتم ان نأخذ بريئا بسقيم فلما يئسوا من تخليص أخيهم بنيامين الذى قد ألتزموا لأبيهم برده إليه و عاهدوه على ذلك فأمتنع عليهم ذلك أنفردوا عن الناس يتناجون فيما بينهم فقال روبيل قد رأيتم كيف تعزر عليكم رد بنيامين مع ما تقدم لكم من أضاعة يوسف عن أبيكم فأننى لن أفارق هذه الارض حتى يأذن لى أبى فى الرجوع راضياً عنى أو يمكننى الله من أخذ أخى و أمرهم ان يخبروا أباهم بصورة ما وقع حتى يكون عذراً لهم عنده و يتنصلوا إليه و يبرؤوا مما وقع بقولهم ان بنيامين سرق و ما كنا نعلم الغيب و أسألوا أباكم أن يتيقن من الامر بسؤال من رافقناهم إلى مصر عن صدقنا و أمانتنا و حفظنا و حراستنا لبنيامين و لكنه سرق و أخذوه بسرقته و لما جاؤوا يعقوب عليه السلام و أخبروه بما جرى أتهمهم و ظن أنها كفعلتهم بيوسف ثم ترجى من الله ان يرد عليه اولاده الثلاثة يوسف عليه السلام و أخاه بنيامين و روبيل الذى أقام بديار مصر ينتظر أمر الله فيه إما أن يرضى عنه أبوه فيأمره بالرجوع و إما أن يأخذ أخاه خفية ( تابعونى فى مرة قادمة )          

ليست هناك تعليقات: