السبت، 27 نوفمبر 2010

اعلامى و مفكر

استاذى الجليل هناك فارق كبير بين اعلامى و مفكر و يفوقهم المفكر الاديب فان الاعلامى فى سالف العصر و الاوان شاعر متمكن يجوب الاسواق و مجالس الاعيان و كبار رجال الدولة و السلطان و يلقى اشعاره فى التمجيد و المدح و الزود عن السلطان و من ثم يجزل له السلطان فى العطاء و يضيفه الى قائمة اهل الولاء و لنا فى ابو الطيب المتنبى صورة لاعلامى اهل زمان فقد سرد اشعاره فى مدح سيف الدولة و كافور الاخشيدى بل و حكام الفرس الذين لايتذوقون العربية لا لشيئ الا للعطايا و الهبات بالرغم من انه ابرع شعراء عصره و اشباهه اليوم لدينا منهم الكثير اما المفكر فهو الذى يسوغ نثرا او شعرا لمبادئ يعتقد انها هى الاصلح و الانفع لقومه كما انه لديه ثبات على المبدأ واضح شفاف الرؤيه يعمم مقياسه على كل ما يمر به من احوال لا ان ينظر بعين يمينا اذا هاله الامر و يغمض عينه عن اليسار اذا كانت لا تعنيه الاحوال و الاديب المفكر هو الذى يسوغ رؤيته الفكريه فى قالب ادبى قد يذهب فيه الى الرمزيه خشية بطش الولاة و من امثالهم بن المقفع  فالمطلوب منا للامانة نقد بناء فيه حياء رمزى الوجاء و لا تجريح فيه و لا استعلاء فان سيادة الاوطان منصوص عليها فى كل زمان بابعاد محددة يعلمها كل ذى فهم منوط به جليل الامر و كل حر غيور يابى الدنية على نفسه و وطنه و اهله فيجب علينا جميعا نصرة سيادة الوطن و هذا لا يجعلنا ان نرفض ما يظهر فينا من سلبيات فلا خير فينا ان لم نفعل و مرحبا بنا ناقدين لانفسنا رافضين لوصاية الغير علينا فيما يحدث بيننا لاننا اهل لامرنا برمته و لسنا قاصرين او اعوزتنا قدراتنا على استدعاء من يملى الوصاية علينا

ليست هناك تعليقات: