الجمعة، 27 يناير 2012

من مذكراتى


من مذكراتى

خرجت يوم 25 يناير 2012 عند تمام الساعة الواحدة والنصف متجهاً إلى ميدان الممر الذى شهد معظم فعاليات ثورة 25 يناير 2011 و هنا قابلت رفقاء الثورة من مختلف التيارات و الأتجاهات و الطوائف و الأطياف و كنا نردد هتافات تطالب بأستكمال مسيرة الثورة لتحقيق كل مطالبها و لا توقف و لا تراجع عن ذلك مؤكدين على جزئيتين هامتين الأولى حق الشهيد و كذلك المصابين فى القصاص و العيش لنا جميعاً بكرامة و حرية و عدالة أجتماعية و من بعد أكدنا على مطالبنا فى رحيل العسكر عن السلطة و تسليم المسؤلية لمدنيين لما سقط فيه العسكر من محاكمات عسكرية و سجن للثوار بينما أهل الفساد يدللون فى محاكمات بطيئة ذات صبغة مدنية و عدنا نؤكد على القصاص و بجانب الأجماع على الأهداف و المبادئ فلقد كانت هناك حميمية من نوع خاص عندما تلتقى بثوار كنت معهم شريكاً فى صنع الثورة بالأسماعيلية و متضامناً مع ميادين التحرير فى جميع أنحاء مصر المحروسة و هذا الأحساس الراقى أعطانى أنطباع بأن الخلاف و التباعد بين أطياف الثورة ما هو إلا وهم من صناعة الأعلام السقيم الذى طالما خرج علينا بأشاعات و فزعات و غرائب و عجائب الأمور و يأتى الجمال من حادى الهتافات الليبرالى الذى ينظر إلى ساعة يده و هو محمول على الأكتاف و يتوقف عن الهتاف فى مكبر الصوت ليؤذن لصلاة العصر حينما حان وقتها و يتقدم أحد القوميين لأقامة الصلاة و يقدم أحد الناصريين سلفى حضر معنا برفقة رجالات الأزهر و الأوقاف ليأمنا لصلاة العصر فى نهر الطريق بشارع رضا عند تقاطعه مع ميدان الممر و يصطف النساء و الآنسات و الأخوة المسيحيين على جانبى الصلاة و من أمامها و يقومون بالتسجيل و بالتصوير و ما أن فرغنا من الصلاة حتى تقدم منسق عام 6 أبريل و منسق عام حركة كفاية ليصفا لنا مسار التظاهرات إلى شارع المدارس ثم الثلاثينى لنقف فى ميدان الفردوس الذى كان مكان أنطلاق شرارة الثورة بالأسماعيلية و يؤكدان على سلمية تحركاتنا و لا يوجد حرس من الشرطة أو الجيش و تنطلق مسيرة المظاهرات بهتافتها التى تؤكد على أستمرار الثورة حتى تتحقق كل مطالبها كما أعلن عنه و عند حوالى الرابعة وقفنا جميعاً و كنا أكثر من خمسة آلاف فى ميدان الفردوس فى حين أننا كنا فى أول يوم للثورة حوالى المائة لنقسم قسم الثورة الذى تعهدنا فيه أمام الله على أستكمال مسيرة الثورة حتى تتحقق كل أهدافها بأسلوبنا السلمى الذى يحفاظ على الوطن و يجبر العسكر على تسليم السلطة و أستيفاء الشهيد حقه و المصاب الرعاية اللازمة و تحقق العيش بحرية و كرامة و عدالة أجتماعية و الذى يرد كيد كل ضال مضل فى أعلام أو خلافه أقسمنا على أحترام أرادة الشعب المصرى و قراره الذى يقرره عبر صندوق الأنتخابات فى نزاهة و شفافية و تستمر المظاهرات بعد ذلك إلى مقر أمن الدولة الذى كان رمز للقمع و الطغيان البوليسى و عنده سقط أول شهيد فى الأسماعيليه ليتقدم أحد الأخوان المسلمين بالدعاء إلى الله بأن ينتقم من الفاسدين و الظالمين و أن يرد حق المظلومين و أن يقتص للشهداء المقتولين و كذالك المصابين و الجميع يردد آمين آمين و تستمر المظاهرات حتى السابعة مساء و يعلن قيادات التظاهر بعد أن مر اليوم بسلام أن شعب مصر هو الأمن و هو الدولة و لا حاجة لنا بطغاة و فاسدين يعكروا علينا صفو حياتنا           

ليست هناك تعليقات: