السبت، 5 نوفمبر 2011

مريم و عيسى عليهما السلام


         قصص اليهود فى القرأن
 مريم عليها السلام و عيسى عليه السلام

أمرأة عمران وتعرف بأم مريم عليها السلام وهي حنة بنت فاقوذ وكانت أمرأة لا تحمل فرأت يوما طائراً يزق فرخه فأشتهت الولد فدعت الله تعالى أن يهبها ولداً فاستجاب الله دعاءها فواقعها زوجها فحملت منه فلما تحققت الحمل نذرت أن يكون محرراً أي خالصا مفرغاً للعبادة و لخدمة بيت المقدس
 فقالت : -  يا رب السميع لدعائي العليم بنيتي ولم تكن تعلم ما في بطنها أذكراً أم أنثى و ليس الذكر كالأنثى في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى فإنى أعوذها بالله عز وجل من شر الشيطان وعوذت ذريتها وهو ولدها عيسى عليه السلام فاستجاب الله لها ذلك و
 قال : -  رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وأبنها
 و عندما ولدتها خرجت أم مريم عليها السلام بها في خرقها إلى بني الكاهن بن هارون أخي موسى عليهما السلام وهم يومئذ يلون في بيت المقدس ما تلي الحجبة من الكعبة
 فقالت : -  لهم دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي أنثى ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا لا أردها إلى بيتي
فقالوا : - هذه ابنة إمامنا وكان عمران يؤمهم في الصلاة وصاحب قرباننا
فقال : - زكريا عليه السلام أدفعوها لي فإن خالتها تحتي
فقالوا : - لا تطيب أنفسنا هي أبنة إمامنا فذلك حين أقترعوا عليها بأقلامهم التي يكتبون بها التوراة فقرعهم زكريا فكفلها و ذلك بعد أن ذهبوا إلى نهر الأردن وأقترعوا هنالك على أن يلقوا أقلامهم فأيهم يثبت في جرية الماء فهو كافلها فألقوا أقلامهم فاحتملها الماء إلا قلم زكريا عليه السلام فإنه ثبت ويقال إنه ذهب صاعدا يشق جرية الماء وكان مع ذلك كبيرهم وسيدهم وعالمهم وإمامهم ونبيهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين

 ومريم عليها السلام أوجد الله تعالى منها ولدها عيسى عليه السلام من غير أب ليدل عباده على قدرته وعظمة سلطانه وأنه على ما يشاء قادر
 فقال : -  « وأذكر في الكتاب مريم » وهي مريم بنت عمران من سلالة داود عليه السلام وكانت من بيت طاهر طيب في بني إسرائيل وقد ولادتها أمها و نذرتها محررة أي تخدم مسجد بيت المقدس وكانوا يتقربون بذلك « فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا » ونشأت في بني إسرائيل نشأة عظيمة

 فكانت إحدى العابدات الناسكات المشهورات بالعبادة العظيمة والتبتل الدءوب وكانت في كفالة زوج أختها زكريا عليه نبي بني إسرائيل إذ ذاك وعظيمهم الذي يرجعون إليه في دينهم ورأى لها زكريا من الكرامات الهائلة ما بهره « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا
 قال : -  يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » فقد كان يجد عندها ثمر الشتاء في الصيف وثمر الصيف في الشتاء  فلما أراد الله تعالى وله الحكمة والحجة البالغة أن يوجد منها عبده ورسوله عيسى عليه السلام أحد الرسل أولى العزم الخمسة العظام
« أنتبذت من أهلها مكانا شرقيا » أي أعتزلتهم وتنحت عنهم وذهبت إلى شرقي المسجد المقدس و ذلك لحيض أصابها وأتخذت لها منزلاً تتعبد فيه و أستترت منهم وتواترت فأرسل الله تعالى إليها جبريل عليه السلام « فتمثل لها بشرا سويا » أي على صورة إنسان تام كامل و لما تبدى لها الملك في صورة بشر وهي في مكان منفرد وبينها وبين قومها حجاب خافته وظنت أنه يريدها على نفسها
 فقالت : - « إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا » أي إن كنت تخاف الله و تذكيرها له بالله وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون بالأسهل فالأسهل فخوفته أولا بالله عز وجل أن كان تقي ذو نهية فإنتفض جبريل عليه السلام فرقا وعاد إلى هيئته و
قال : - مجيبا لها ومزيلاً لما حصل عندها من الخوف على نفسها لست مما تظنين ولكني رسول ربك أي بعثني الله إليك« لأهب لك غلاما زكيا » فتعجبت مريم من هذا و
قالت : - كيف يكون لي غلام أي على أي صفة يوجد هذا الغلام مني ولست بذات زوج ولا يتصور مني الفجور
فقال : - لها الملك مجيبا لها عما سألت إن الله سيوجد منك غلاما وإن لم يكن لك بعل ولا يوجد منك فاحشة فإنه على ما يشاء قادر دلالة وعلامة للناس على قدرة بارئهم وخالقهم الذي نوع في خلقهم فخلق أباهم آدم من غير ذكر ولا أنثى وخلق حواء من ذكر بلا أنثى وخلق بقية الذرية من ذكر وأنثى إلا عيسى فإنه أوجده من أنثى بلا ذكر فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه فلا إله غيره ولا رب سواه وتصنيف ذلك عند العقلانيين الذين يؤمنون بالمحسوس الملموس معجزة قد لا يصدقونها و أما أذا ما خرج علينا العلم الحديث بالأستنساخ فإن حدوث ذلك الأمر أصبح مقبول لديهم و لا يعد معجزة و
قال : - الله تعالى ونجعل هذا الغلام رحمة من الله نبياً من الأنبياء يدعو إلى عبادة الله تعالى وتوحيده و هوفي مهده وكهولته و
قالت : - مريم عليها السلام كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر
و ختم الله تعالى أنبياء بني إسرائيل بعيسى بن مريم فجاء بمخالفة التوراة في بعض الأحكام ولهذا أعطاه الله من البينات وهي المعجزات من إحياء الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله وبراء الأسقام واخباره بالغيوب وتأييده بروح القدس وهو جبريل عليه السلام ما يدلهم على صدقه فيما جاءهم به (جزء 1 )

ليست هناك تعليقات: