الأحد، 6 نوفمبر 2011

المائدة



قصص اليهود فى القرأن
  عيسى عليه السلام

قصة المائدة
قال عيسى عليه السلام  لبني إسرائيل هل لكم أن تصوموا لله ثلاثين يوما ثم تسألوه فيعطيكم ما سألتم فإن أجر العامل على من عمل له ففعلوا ثم قالوا يامعلم الخير قلت لنا إن أجر العامل على من عمل له وأمرتنا أن نصوم ثلاثين يوما ففعلنا ولم نكن نعمل لأحد ثلاثين يوما إلا أطعمنا حين نفرغ طعاما فهل
تستطيع أن تسأل ربك أن ينزل علينا خوان عليه طعام و إنما سألوا ذلك لحاجتهم وفقرهم فسألوه أن ينزل عليهم مائدة كل يوم يقتاتون منها ويتقوون بها على العبادة فأجابهم المسيح عليه السلام
قائلا : - لهم اتقوا الله ولا تسألوا هذا فعساه أن يكون فتنة لكم وتوكلوا على الله في طلب الرزق إن كنتم مؤمنين
 فقالوا : - نحن محتاجون إلى الأكل منها و إذا شاهدنا نزولها رزقا لنا من السماء نزداد إيمانا بك وعلماً برسالتك ونشهد أنها آية من عند الله ودلالة وحجة على نبوتك وصدق ماجئت به و نتخذ ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيداً نعظمه نحن ومن بعدنا و يكون يوما نصلي فيه و أرادوا أن يكون لعقبهم من بعدهم عظة و لهم ولمن بعدهم و كافية لأولهم وآخرهم و دليلاً ينصبه المولى عز وجل على قدرته على الأشياء وعلى إجابته لدعوة المسيح عليه السلام فيصدقوه فيما أبلغ عن ربه و أن يكون من عند الله رزقا هنيئا بلا كلفة ولا تعب
 فقال : - المولى عز و جل أنى مستجيب لك يا عيسى فمن كذب بها من أمتك وعاندها « فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين » و لما رأى عيسى بن مريم عليه السلام أنهم قد أبوا إلا أن يدعو لهم قام فألقى عنه الصوف ولبس الشعر الأسود وجبة من شعر وعباءة من شعر ثم توضأ وأغتسل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله فلما قضى صلاته قام قائما مستقبل القبلة وصف قدميه حتى أستويا فألصق الكعب بالكعب وحاذى الأصابع ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره وغص بصره وطأطأ رأسه خشوعا ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه تسيل على خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى أبتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه فلما رأى ذلك دعا الله
 فقال : - « اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء » فأنزل الله عليهم سفرة حمراء بين غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من فلك السماء تهوي إليهم وعيسى يبكي خوفا من أجل الشروط التي أخذها الله عليهم فيها أن يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحد من العالمين وهو يدعو الله في مكانه ويقول أللهم أجعلها رحمة لهم ولا تجعلهاعذابا إلهي كم من عجيبة سألتك فأعطيتني إلهي أجعلنا لك شاكرين اللهم إني أعوذ بك أن تكون أنزلتها غضبا ورجزا إلهي أجعلها سلامة وعافية ولاتجعلها فتنة ومثلة فما زال يدعو حتى أستقرت السفرة بين يدي عيسى والحواريين وأصحابه حوله يجدون رائحة طيبة لم يجدوا فيما مضى رائحة مثلها قط وخر عيسى والحواريين لله سجدا شكراً له لما رزقهم من حيث لم يحتسبوا وأراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبرة وأقبلت اليهود ينظرون فرأوا أمرا عجباً أورثهم كمدا وغماً ثم أنصرفوا بغيظ شديد وأقبل عيسى والحواريون وأصحابه حتى جلسوا حول السفرة فإذا عليها منديل مغطى
 فقال : - عيسى من أجرأنا على كشف المنديل عن هذه السفرة وأوثقنا بنفسه وأحسننا بلاء عند ربه فليكشف عن هذه الآية حتى نراها ونحمد ربنا ونذكر بإسمه ونأكل من رزقه الذي رزقنا
 فقال : - الحواريون ياروح الله وكلمته أنت أولانا بذلك وأحقنا بالكشف عنها فقام عيسى عليه السلام وأستأنف وضوأ جديداً ثم دخل مصلاه فصلى كذلك ركعات ثم بكى بكاء طويلا ودعا الله أن يأذن له في الكشف عنها ويجعل له ولقومه فيها بركة ورزقاً ثم أنصرف وجلس إلى السفرة وتناول المنديل و
قال : - بسم الله خير الرازقين وكشف عن السفرة فإذا هو عليها بسمكة ضخمة مشوية ليس عليها بواسير وليس في جوفها شوك يسيل السمن منها سيلاً قد تحدق بها بقول من كل صنف غير الكراث وعند رأسها خل وعند ذنبها ملح وحول البقول خمسة أرغفة على واحد منها زيتون وعلى الآخر تمرات وعلى الآخر خمس رمانات
فقال : - شمعون رأس الحواريين لعيسى ياروح الله وكلمته أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة
 فقال : - عيسى أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من الآيات وتنتهوا عن تنقير المسائل ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا في سبب نزول هذه الآية
فقال : - له شمعون لا وإله إسرائيل ما أردت بها سؤالاً يا أبن الصديقة
فقال : - عيسى عليه السلام ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا ولا من طعام الجنة إنما هو شيء أبتدعه الله في الهواء بالقدرة الغالبة القاهرة
فقال : - له كن فكان أسرع من طرفة عين فكلوا مما سألتم بسم الله وأحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم فإنه بديع قادر شاكر
فقالوا : - ياروح الله وكلمته إنا نحب أن يرينا الله آية في هذه الآية
فقال : - عيسى سبحان الله أما اكتفيتم بما رأيتم من هذه الآية حتى تسألوا فيها آية أخرى ثم أقبل عيسى عليه السلام على السمكة
فقال : - ياسمكة عودي باذن الله حية كما كنت فأحياها الله بقدرته فأضطربت وعادت بإذن الله حية طرية تلمظ كما يتلمظ الأسد تدور عيناها لهابصيص وعادت عليها بواسيرها ففزع القوم منها وأنحاسوا فلما رأى عيسى منهم ذلك
قال : - مالكم تسألون الآية أراكموها ربكم كرهتموها ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا بما تصنعون ياسمكة عودي باذن الله كما كنت فعادت بإذن الله مشوية كما كانت في خلقها الأول
فقالوا : - ياعيسى كن أنت يا روح الله الذي تبدأ بالأكل منها ثم نحن بعد
فقال : - عيسى معاذ الله من ذلك يبدأ بالآكل من طلبها فلما رأى الحواريون وأصحابه أمتناع عيسى منها خافوا أن يكون نزولها سخطة وفي أكلها مثلة فتحاموها فلما رأى ذلك عيسى منهم دعا لها الفقراء والزمنى و
قال : - كلوا من رزق ربكم دعوة نبيكم وأحمدوا الله الذي أنزلها لكم فيكون مهنؤها لكم وعقوبتها على غيركم وأفتتحوا أكلكم باسم الله وأختموه بحمد الله ففعلوا فأكل منها ألف وثلثمائة إنسان بين رجل وأمرأة يصدرون عنها كل واحد منهم شعبان يتجشأ ونظر عيسى والحواريون فإذا ماعليها كهيئة إذا نزلت من السماء لم ينقص منها شيء ثم إنها رفعت إلى السماء وهم ينظرون فاستغنى كل فقير أكل منها وبرئ كل زمن أكل منها فلم يزالوا أغنياء أصحاء حتى خرجوا من الدنيا وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبو أن يأكلوا منها ندامة سألت منها أشفارهم وبقيت حسرتها في قلوبهم إلى يوم الممات
 وكانت المائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبل بنو إسرائيل إليها يسعون من كل مكان يزاحم بعضهم بعضا الأغنياء والفقراء والصغار والكبار والأصحاء والمرضى يركب بعضهم بعضا فلما رأى ذلك جعلها نوبا بينهم تنزل يوماً ولا تنزل يوماً فلبثوا على ذلك أربعين يوما تنزل عليهم غباً عند أرتفاع النهار فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قالوا أرتفعت عنهم إلى جو السماء بإذن الله وهم ينظرون إلى ظلها في الأرض حتى تواري عنهم
 فأوحى الله إلى نبيه عيسى عليه السلام أن أجعل رزقي في المائدة للفقراء واليتامى والزمنى دون الآغنياء من الناس فلما فعل ذلك أرتاب بهاالأغنياء من الناس وغمطوا ذلك حتى شكوا فيها في أنفسهم وشككوا فيها الناس وأذاعوا في أمرها القبيح والمنكر وأدرك الشيطان منهم حاجته وقذف وسواسه في قلوب الربانيين حتى
قالوا : - لعيسى أخبرنا عن المائدة ونزولها من السماء أحق فأنه قد أرتاب بها منا بشر كثير
فقال : - عيسى عليه السلام هلكتم وإله المسيح طلبتم المائدة إلى نبيكم أن يطلبها لكم إلى ربكم فلما أن فعل وأنزلها عليكم رحمة ورزقاً وأراكم فيها الآيات والعبر كذبتم وشككتم فيها فأبشروا بالعذاب فإنه نازل بكم إلا أن يرحمكم الله فأوحى الله إلى عيسى إني آخذ المكذبين بشرطي فإني معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين قال فلما أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين فلما كان في آخر الليل مسخهم الله خنازير فأصبحوا يتبعون الأقذار في الكناسات ( الجزء الثانى)

ليست هناك تعليقات: