الجمعة، 11 نوفمبر 2011

شعور عام



مع شعر فاروق جويدة
قصيدة انشودة المغتى القديم 1989
يقـولـون: سافر.. وجرب وحاول

ففوق الرءوس.. تـدور المعاول
وفي الأفـق غـيم.. صراخ.. عويل
وفي الأرض بركان سخط طويل
وفوق الزهور يموت الجمال..

وتـحت السفوح.. تئن الجـبال
ويخـبو مع القهر عزم الرجال
وما زلت تحمل سيفـا عتيقـا..

تصارع بالحلم.. جيش الضلال
يـقـولون: سافر.. فمهما عشقـت
نهاية عشقك حزن ثقيل
ستغـدو عليها زمانـا مشاعـا
فـحلمك بالصبح وهم جميل
فكل السواقي التي أطربتـك
تـلاشي غنـاها
وكل الأماني التي أرقتـك..

نسيت ضياها
ووجه الحياة القديم البريء
تكسر منـك..
مضي.. لن يجيء
يقـولـون: سافر..

فـمهما تـمادي بك العمر فيها
وحلـــقت بالنـاس بين الأمل
ستـصبح يوما نـشيدا قـديما

ويطـويك بالصمت كهف الأجل
زمانـك ولـي وأصبحت ضيفـا
ولـن ينجب الزيف.. إلا الدجل.. 
يقولون سافر.. ولا يعلمون

بأني أموت...وهم يضحكون
فمازلت أسمع عنـك الحكايا
وما أسوأ الموت بين الظنون
ويخفيك عني ليل طويل
أخبئ وجهك بين العيون
وتـعطين قلبك للعابثين
ويشقـي بصدك من يخلصون
ويقصيك عني زمان لقيط
ويهنأ بالوصل.. من يخدعون
و أنثر عمري ذرات ضوء
وأسكـب دمي.. وهم يسكرون
و أحمل عينيك في كل أرض
و أغرس حلـمي.. وهم يسرقون
تساوت لديك دماء الشـهيد
وعطر الغواني وكأس المجون

ثلاثون عاما وسبع عجاف
يبيعون فيك.. ولا يخجلون
فلا تتـركي الفجر للسارقين
فعار علي النيل ما يفعلون
لأنك مهما تناءيت عنـي
وهان علي القلب ما لا يهون
و أصبحت فيك المغنـي القديم
أطوف بلحني.. ولا يسمعون
أموت عليك شهيدا بعشقي

و إن كان عشقي بعض الجنـون

فكل البلاد التي أسكرتني
أراها بقلـبي.. تراتيل نيل
وكل الجمال الذي زار عيني
و أرق عمري.. ظلال النـخيل

وكل الأماني الـتي راودتـني
و أدمت مع اليأس قلبي العليل
رأيتك فيها شبابا حزينـا
تسابيح شوق.. لعمر جميل
يقولـون سافر..
أموت عليك.. وقبل الرحيل
سأكتب سطرا وحيدا بدمي
أحبك أنت..
زمانـا من الحلم.. والمستحيـل

شعور عام

أستاذى الفاضل أن النظر إلى مجريات الأحداث على الساحة السياسية فى بر مصر المحروسة يعطى أنطباع بأن الشباب المثقف الواعى الذى قام بالثورة و التى مازالت قائمة بين جوانحه و أن بدت هادئة فيتصورها البعض أنها أنتفاضة خمد لهيبها و لكن هذا البعض بيده خيوط الحركة و التوجيه داخل مصر و مجبول على الفساد لعقود طال أمدها و متغلغل فى كل مكان و كل مؤسسة فى البلاد و أن كان ولائه للنظام قد أنبتر بخلع رأس النظام إلا أنه يحرص على نفسه و مكتسباته و مكانه فنرى كل الأمور تمشى بتباطؤ قد يصل إلى التواطؤ و بريبة فيها غيبيات مفتعلة حتى يمرّوا ما يريدون بعيداً عن أعين و أذان شعب مكلوم فى حياته و مقدراته و مستقبله و سلبت منه حريته و كرامته و لا يرى فى النفق عدلاً فهل سيستمر الأتزان الأنفعالى فى هذه المعادلة زمناً طويلاً ؟أن حدوث الثورة فى حد ذاته يعطى مؤشر أن الصبر قد نفذ و أن التخدير لا ينفع و أن محاولات تفريغ الثورة من محتواها أو وقفها عن نيل أهدافها سيشعل مرة أخرى ثورة أقوى و أعنف قد تطيح بكل شئ و أى شئ لأن المثقف الجائع أكثر سيطرة على نفسه من أمى جائع فهل تضافرنا من أجل مصرنا و أنفسنا ؟

ليست هناك تعليقات: