الاثنين، 7 نوفمبر 2011

عيسى عليه السلام


قصص اليهود فى القرأن
  عيسى عليه السلام

 فاشتد تكذيب بني إسرائيل له وحسدهم وعنادهم لمخالفة التوراة في البعض كما قال : - تعالى اخبارا عن عيسى « ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم » الآية فكانت بنوا إسرائيل تعامل الأنبياء أسوأ المعاملة ففريقا يكذبونه وفريقا يقتلونه وماذاك إلا لأنهم يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم وآرائهم وبالإلزام بأحكام التوراة التي قد تصرفوا في مخالفتها فلهذا كان ذلك يشق عليهم فكذبوهم وربما قتلوا بعضهم ولهذا
قال : - تعالى « أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون »
و من الذنوب التي أرتكبها اليهود مما أوجب لعنتهم وطردهم وإبعادهم عن الهدى وهو نقضهم المواثيق والعهود التي أخذت عليهم وكفرهم بآيات الله و حججه وبراهينه والمعجزات التي شاهدوها على يد الأنبياء عليهم السلام و من كثرة إجرامهم وإجترائهم على أنبياء الله فإنهم قتلوا جما غفيراً من الأنبياء عليهم و أدعوا أن قلوبهم غلف للعلم أي أوعية للعلم قد حوته وحصلته و قال الله بل هي مطبوع عليها بكفرهم
 و تمرنت قلوبهم على الكفر والطغيان وقلة الإيمان فأنهم رموا مريم عليها السلام وابنها بالعظائم فجعلوها زانية وقد حملت بولدها من ذلك و زاد بعضهم وهي حائض فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة
وكان من خبر اليهود عليهم لعائن الله وسخطه وغضبه وعقابه أنه لما بعث الله عيسى بن مريم بالبينات والهدى حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة والمعجزات التي كان يبرئ بها الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ويصور من الطين طائراً ثم ينفخ فيه فيكون طائراً يشاهد طيرانه بإذن الله عز وجل إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه الله بها وأجراها على يديه ومع هذا كذبوه وخالفوه وسعوا في أذاه بكل ما أمكنهم حتى جعل نبي الله عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلدة بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان وكان رجلاً مشركا من عبدة الكواكب وكان يقال لأهل ملته اليونان وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلا يفتن الناس ويضلهم ويفسد على الملك رعاياه فغضب الملك من هذا وكتب إلى نائبه بالقدس أن يحتاط على هذا المذكور وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ويكف أذاه عن الناس فلما وصل الكتاب إمتثل والي بيت المقدس ذلك وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام وهو في جماعة من أصحابه
و جاءعيسى عليه السلام من الله إني رافعك إلي
قال : - يا معشر الحواريين أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه في مكاني
فقال : - سرجس أنا يا روح الله
قال : - فأجلس في مجلسي فجلس فيه ورفع عيسى عليه السلام فدخلوا عليه فأخذوه فصلبوه فكان هو الذي صلبوه شبه لهم به وكانت عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة قد رأوهم فأحصوا عدتهم فلما دخلوا عليهم ليأخذوه وجدوا عيسى وأصحابه فيما يرون وفقدوا رجلاً من العدة فهو الذي أختلفوا فيه وكانوا لا يعرفون عيسى حتى جعلوا ليودس زكريا يوطا ثلاثين درهما على أن يدلهم عليه ويعرفهم إياه
فقال : - لهم إذا دخلتم عليه فإني سأقبله وهو الذي أقبل فخذوه فلما دخلوا وقد رفع عيسى ورأى سرجس في صورة عيسى فلم يشك أنه هو فأكب عليه فقبله فأخذوه فصلبوه ثم أن يودس زكريا يوطا ندم على ما صنع فاختنق بحبل حتى قتل نفسه وهو ملعون في النصارى وقد كان أحد المعدودين من أصحابه
وفتحت روزنة من سقف البيت وأخذت عيسى عليه السلام سنة من النوم فرفع إلى السماء منيع الجناب لا يرام جنابه
فلما رفع خرج أولئك النفر فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى وكان شبه عليهم قبل ذلك فأخذوه فاستوثقوا منه وربطوه بالحبل وجعلوا يقودونه ويقولون له أنت كنت تحيى الموتى وتنهر الشيطان وتبرأ المجنون أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك وما قتلوه متيقنين أنه هو بل شاكين متوهمين وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك لجهلهم وقلة عقلهم ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه وأما الباقون فإنهم ظنوا كما ظن اليهود أن المصلوب هو المسيح بن مريم حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت ويقال إنه خاطبها والله أعلم وهذا كله من إمتحان الله عباده لما له في ذلك من الحكمة البالغة و الله في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة والسلطان العظيم والأمر القديم وأفترقت النصارى إلى ثلاث فرق فقالت : - فرقة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية و
قالت : - فرقة كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية و
قالت : - فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمين فتظاهرت الفرقتان الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامساً حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ( الجزء الثالث)

ليست هناك تعليقات: