الجمعة، 4 مارس 2011



لماذا
أستاذى الفاضل ان الأمة العربية من المحيط الى الخليج لها  هوية أسلامية مغيبة بفعل فاعل خارجى و يعاونه داعم داخلى من أبناء الوطن على الرغم من ان اسلامية الهوية صمام أمان و زخم دفع الى الرقى و التقدم  فالاسلام يفهم منه ان الانسان يولد على الفطرة فأبواه أما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أى ان الأنسان وليد البيئة التى لها كل الأثر فى تكوين شخصيته و أفكاره و أنفعالاته و بالتالى أعماله و الأسلام ايضاً يأمر ان لا نعلم أبناء السفاء و اذا كان لابد من تعليمهم فانه يحذر عليهم تولى الجند أو القضاء لان من يتولى الجند بالقطع أحتملات وصوله الى المواقع القيادة وارد و لأنه من بيئة سفيهة فانه لن يرتضى ان تكون بطانته من الذين هم أرقى منه قيمة و معيار و حكمة و بالتالى سيكونوا من السفاهة التى هى دون سفاهته و السفيه لايعقل و لا يضع الأمور فى نصابها و لا يقيم عدلاً بل يتيه غروراً و تكبراً و أستكباراً لما يحدث فى داخل تكوين نفسيته من عدم اتزان نتيجة تواجده فى موقع أكبر و افخم و أعظم من أحلامه و قدراته و يستمتع بالبطش و الجور و القهر و التنكيل و التعذيب لمن يراهم أفضل منه أو يرى فيهم ميزة قد تزيحه عن صولجانه أو سلطانه المستولى عليه و لم يكن يوماً ما تكليفاً و تشريفاً لرعاية عيال الله فى الأرض  كما أن الناشئ فى بيئة السفاهة لا يولى القضاء من باب ان فاقد الشئ لا يعطيه و بيئة السفاهة كما أسلفنا لا يوجد فيها عدل  أو ميزان قيم أو معايير و اذا  حكم بين الرعايا فانه لن يحكم بالعدل بل ستنضح قريحته بالظلم و الجور و الباطل و التزوير و الغش و الأحكام المعدة سلفاً لخدمة أشياء أخرى غير محراب العدل  و اذا ما تمعنا النظر فى الثورات الثلاث فى كل من تونس و مصر و ليبيا نجد العوامل لقيام هذه الثورات مشتركة  سواء من سفاهة حاكم  أو جور قضاء و يسبق هذه الثورات بعقود طواال تقصير جم من حكماء هذه البلاد لأنهم لم يأخذوا على أيدى سفائهم و يضعوهم مواضعهم و أن لا يجاوزوها و تقصيرهم الأبشع فى عدم أستيعابهم لكتاب دينهم الذى كان أول وحى فيه " أقرأ " و تراجعهم عن تطبيق الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى فقد كان فداء الأسير تعليم عشرة من الصحابة و لم يكن مالاً أو نفع مما كان دارج فى حروب هذا الزمان فأمية الشعوب كمسكر خطير يغيبها عن الأدراك و الوعى و يتيح الفرصة  للسفاء فى السيطرة على مقدراتها و بالتالى جراحات خطيرة لها تكاليفها الباهظة فى ثورات نراها و نعاصرها

ليست هناك تعليقات: