الثلاثاء، 21 يونيو 2011

قصص اليهود فى القرأن
  سليمان عليه السلام

قالت  : - لهم   « يا أيها الملأ إني ألقى إلى كتاب كريم » تعنى بكرمه ما رأته من عجيب أمره كون الطائر ذهب به فألقاه إليها ثم تولى عنها أدباً وهذا أمر لا يقدر عليه أحد من الملوك ولا سبيل لهم إلى ذلك ثم قرأته عليهم
 « إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين » فعرفوا أنه من نبي الله سليمان عليه السلام وأنه لا قبل لهم به وهذا الكتاب في غاية البلاغة والوجازة والفصاحة فأنه حصل المعنى بأيسر عبارة وأحسنها
و لما قرأت عليهم كتاب سليمان أستشارتهم في أمرها وما قد نزل بها ولهذا
 قالت : - « يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون » أي حتى تحضرون وتشيرون
« قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد » أي منوا إليها بعَدَدْهم وعدٌدَتهم وقوتهم ثم فوضوا إليها بعد ذلك الأمر
 فقالوا : - « والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين » أي نحن ليس لنا عاقة ولا بنا بأس إن شئت أن تقصديه وتحاربيه فما لنا عاقة عنه وبعد هذا فالأمر إليك مرى فينا رأيك
نمتثله ونطيعه و قالوا لها ما قالوا و هى كانت أحزم رأيا وأعلم بأمر سليمان عليه السلام وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه وما سخر له من الجن والإنس والطير وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمراً عجيبا بديعاً
فقالت : - لهم إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه ويخلص إلى وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا ولهذا
قالت : - بلقيس « إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة » أي إذا دخلوا بلداً عنوة أفسدوه أي خربوه وقصدوا من فيها من الولاة والجنود فأهانوهم غاية الهوان إما بالقتل أو بالأسر ثم عدلت إلى المصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة
فقالت : - « واني مرسلت إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون » أي سأبعث إليه بهدية تليق بمثله وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك فلعله يقبل ذلك منا ويكف عنا أو يضرب علينا خراجاً نحمله إليه في كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا فما كان أعقلها و هى تعلم أن الهدية تقع موقعا من الناس و
قالت : - لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه
و بعثت إليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولألئ و أرسلت جوارى في زى الغلمان وغلمان في زى الجوارى
 فقالت : - إن عرف هؤلاء من هؤلاء فهو نبي فأمرهم سليمان فتوضئوا فجعلت الجارية تفرغ يدها من الماء وجعل الغلام يغترف فميزهم بذلك و أرسلت إليه بقدح ليملأه ماء رواء لا من السماء ولا من الأرض فأجرى الخيل حتى عرقت ثم ملأه من ذلك بخرزة وسلك ليجعله فيها ففعل ذلك و سليمان عليه السلام لم ينظر إلى ما جاءوا به بالكلية ولا أعتنى به بل أعرض عنه و
قال : - منكراً عليهم « أتمدونن بمال » أي أتصانعونني بمال لأترككم على شرككم وملككم « فما آتاني الله خير مما آتاكم » أي الذي أعطاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه « بل أنتم بهديتكم تفرحون » أي أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام أو السيف و أمر سليمان عليه السلام الشياطين فموهوا له ألف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها ذلك قالوا ما يصنع هذا بهديتنا و
 قال : - سليمان عليه السلام « أرجع إليهم » أي بهديتهم « فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها » أي لا طاقة لهم بقتالهم « ولنخرجنهم منها أذلة » أي ولنخرجنهم من بلدتهم أذلة « وهم صاغرون » أي مهانون مدحورون


( تابعونى فى الجزء التالى )4

ليست هناك تعليقات: