الخميس، 30 يونيو 2011

قصص اليهود فى القرأن زكريا عليه السلام و يحيا عليه السلام

قصص اليهود فى القرأن
  زكريا عليه السلام
   ويحيا عليه السلام

وكان نبياًعظيما من أنبياء بني إسرائيل و كان نجاراً يأكل من عمل يده في النجارة ولما رأى زكريا عليه السلام أن الله يرزق مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينئذ في الولد وإن كان شيخا كبيراً قد وهن منه العظم وأشتعل الرأس شيباً وكانت أمرأته مع ذلك كبيرة وعاقراً لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداءً خفيا و إنما أخفى دعاءه لئلا ينسب في طلب الولد إلى الرعونة لكبره كما أن ذلك أحب إلى الله و الله يعلم القلب التقي ويسمع الصوت الخفي و قام من الليل عليه السلام وقد نام أصحابه فجعل يهتف بربه
يقول خفية يا رب يا رب يا رب
فقال الله له لبيك لبيك لبيك  
« قال رب إني وهن العظم مني » أي ضعفت وخارت القوى
« وأشتعل الرأس شيباً » أي أضطرم المشيب في السواد
« ولم أكن بدعائك رب شقياً » أي ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء ولم تردني قط فيما سألتك و
قال « وإني خفت الموالي من ورائي » فأنه خشى أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفا سيئاً و
قال « رب هب لي من لدنك » أي من عندك ذرية طيبة أي ولداً صالحاً إنك سميع الدعاء فسأل الله ولداً يكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته و ما يوحى إليه    فأجيب في ذلك لا أنه خشى من وراثتهم له ماله فإن النبي أعظم منزلة وأجل قدراً من أن يشفق على ماله إلى ما هذا حده وأن يأنف من وراثة عصباته له ويسأل أن يكون له ولد ليحوز ميراثه دونهم
و في الحديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو صدقة و
 قال « يرثني ويرث من آل يعقوب » وكان وراثته علم و يكون نبياً كما كانت آباؤه أنبياء  وكان زكريا من ذرية يعقوب و
قال « وأجعله رب رضياً » أي مرضياً عندك وعند خلقك تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه
فقال الله تعالى « فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب » أي خاطبته الملائكة شفاهاخطاباً أسمعته إياه وهو قائم يصلي في محراب عبادته ومحل خلوته ومجلس مناجاته وصلاته « أن الله يبشرك بيحيى » أي بولد يوجد لك من صلبك إسمه يحيى لأن الله أحياه بالإيمان ولا يغلبه الغضب و هو الشريف و هو الكريم على الله عز وجل و الحليم و سيداً في العلم والعبادة وهو الفقيه
 و بشره الله تعالى بنبوة يحى عليه السلام و لم يسم أحد قبله بهذا الأسم فلما تحقق زكريا عليه السلام من هذه البشارة وأخذ يتعجب من وجود الولد منه بعد الكبر
« قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر »
فقال الملك الذى يبشره مجيباً لزكريا عما أستعجب منه « كذلك قال ربك هو علي هين » أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها « هين » أي يسير سهل على الله ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه
فقال له قول الله تعالى « وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً » و
قال الملك « كذلك الله يفعل ما يشاء » أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر  
« قال رب أجعل لي آية » أي علامة أستدل بها على وجود الولد مني
« قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا » أي إشارة لا تستطيع النطق مع أنك سوي صحيح و
قال « ثلاث ليال سويا » أي أن تحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليال وأنت صحيح سوى من غير مرض ولا علة ثم أمر بكثرة الذكر والتكبير والتسبيح في هذه الحال فقال تعالى « وأذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار »
« فخرج على قومه من المحراب » الذي بشر فيه بالولد « فأوحى إليهم » أي إشارة خفيفة سريعة و كتب لهم في الأرض « أن سبحوا بكرة وعشياً » أي موافقة له فيما أمر به في هذه الأيام الثلاثة زيادة على أعماله شكراً لله على ما أولاه و قد كان بيت زكريا عليه السلام « إنهم كانوا يسارعون في الخيرات » أي في عمل القربات والطاعات « يدعوننا رغباً ورهباً » رغباً فيما عند الله ورهباً مما عند الله  « وكانوا لنا خاشعين » و كانوا مصدقين بما أنزل الله
مؤمنين حقا و خائفين فى خشوع هو الخوف اللازم للقلب لا يفارقه أبداً و كانوا متواضعين لله متذللين لله عز وجل وخطب أبو بكر رضي الله عنه ثم
قال أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وتثنوا عليه بما هو له أهل وتخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعواالإلحاف بالمسألة فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال«إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين »
و عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم يلقى الله بذنب يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه كان سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين
فأن الله علمه الكتاب وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً فلهذا نوه بذكره وبما أنعم به عليه وعلى والديه
فقال « يا يحيى خذ الكتاب بقوة » أي تعلم الكتاب بقوة أي بجد وحرص وإجتهاد
« وآتيناه الحكم صبيا » أي الفهم والعلم والجد والعزم والإقبال على الخير والإكباب عليه و لإجتهاد فيه وهو صغير حدث و حينما
قال الصبيان ليحيى بن زكريا أذهب بنا نلعب فقال ما للعب خلقنا  كما أن الله تعالى خلقه ذا رحمة وزكاة وتقى و من شيمه طاعته لوالديه وبره بهما ومجانبته عقوقهما قولاً وفعلاً أمراً ونهياً و بعد هذه الأوصاف الجميلة جزاء له من الله تعالى على ذلك    « وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا » أي له الأمان في هذه الثلاثة الأحوال

و كان يحيى وعيسى أبني خالة وكانت أم يحيى تقول لمريم إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك تصديقه له في بطن أمه وهو أول من صدق عيسى وكلمة الله عيسى وهو أكبر من عيسى عليه السلام

وإن يحيى وعيسى عليهما السلام ألتقيا فقال له عيسى أستغفر لي أنت خير مني فقال الآخر أنت خير مني فقال له عيسى أنت خير مني سلمت على نفسي وسلم الله عليك فعرف والله فضلهما

ليست هناك تعليقات: